أمس شفت القمر.. آخر الليل مر

كنت أمس بالقرية بريف المنطقة الوسطى بأبين، أبيت النوم إلا بجوار القمر، فقد اشتقت لحياة الريف، فاستلقيت على سطح المنزل، وشفت القمر يمر، فمر وهو يكسو المنطقة بنوره الذي أضفى جمالًا لجمال المنطقة، فسكون الليل ونور القمر وتناثر النجوم أعادني سنوات وسنوات لحياة الطفولة في القرية، فاستمتعت بليلة جميلة بجوار القمر. 

  أمس شفت القمر آخر الليل مر، ومرت معه ذكريات جميلة عشناها في ريف أبين الجميل، وصحوت على زقزقة العصافير، وكأنها تناديني لأصحو ولأستمتع بروعة الفجر ورؤيتها وهي تغدو خماصًا باحثة عن رزقها، فنظرت لألوانها الجميلة واستمتعت بأصواتها الأخاذة، فانتقلت من جوار القمر إلى جوار الشمس التي تبدت على استحياء من خلف الجبال، فبدأت تنثر أشعتها على ذلك الأخضرار الذي يكسو المنطقة، فاجتمع الجمال كله في قريتي الجميلة قرية الطبيقي التي نشرت روائح وعبق الأشجار الملتفة مع نسمات صباح ريفي جميل وكأنها ترحب بي وبزيارتي لها، فرددت كما ردد نايف عوض: أمس شفت القمر آخر الليل مر، بدر رابع عشر بدر ماله وصيف ع القمر يا لطيف، ولكن الفنان تغنى بقمره الذي في عيونه حور، أما  قمري أنا فهو القمر عينه. 

  أمس شفت القمر، رأيته وكأنه مشتاق لرؤيتي كما أنا مشتاق لرؤيته، فتعانقنا في ليلة ريفية ولا أروع ولا أجمل منها، فليلة في ربوع ريف بلادي تساوي ألف ليلة وليلة من ليالي منتجعات سويسرا وتركيا والغرب كله، فيا لروعة ليلتي مع اجتماع الجمال فيها، فأمس شفت القمر.