تلاشي الدولة ..

الدولة الرخوة التي نعيشها بعثت إلينا فنائها وغيابها الأبدي على أقل تقدير في المستقبل القريب .. حالة الدولة المتهالكة اللادولة كفيل بإحداث إضطراب وخلق حالة فوضوية تكون بمثابة عناويين بارزة تكشف سوءة من يقودون زمام الأمور فيها نحو المجهول الحتمي المسيطر على عقليات قيادات الدولة المفترضة التي تعبر بتعريف آخر عن وجه أقل حضور وأقل تواجد وهي من يفترض أن تكون صاحبة السبق في إحداث النهضة التي نريد إيجادها أو تمثيلها  بالمستوى المعقول والمفهوم لشكل الدولة .

يمثل من يسيطر على أجزاء متناثرة من شكل الدولة الهلامي حالة مزاجية صاخبة لا تعرف سوى زيادة التعاسة والويل لمحيط من يعيش على خط الدولة المفترض أن تكون على تناسق إنساني في المقام الأول لكن غياب هذه الجزئية عمق فرضية التباعد بين مفهومي السلطة والدولة من جهة والإنسان والمواطنة السوية من جهة أخرى إذا الشكل بوجوب خلق حالة سوية بين طرفي المعادلة متى ما سنحت الفرصة لكن الفرص تدعو إلى التفاؤل والأمل بمستويات متقدمة ومن هنا فإن بواعث التطمينات إن حصلت بين الإثنين فهي لا تعدو في كونها مجرد بناء يراد من خلاله إيجاد توازن مؤقت غير دائم ومحفوف بالسقوط في أي لحظة ( الحالة السياسية اليمنية أنموذجا ) .

المفهوم العام لهشاشة الدولة هو الغياب الكلي لتركيبة الدولة الوطنية التي غيبت تماما عن وظيفتها التي ينبغي عليها القيام بها في أحسن الأحوال  أو في أقل تقدير تكون الدولة الحقيقية ملتزمة بتقديم مايجب تقديمه لمواطنيها في ثنائية تجديد مفهومي الدولة - الحاكم (المجتمع) .. تركيبة الدولة وأي طريقة تجتاز من خلالها العلاقة الحقيقية بين الإثنين وهي علاقة سوية تنهار بالتباعد وتقترب بتطبيق مفهوم الدولة الحقيقي .

تسعى بعض التكوينات التي وصلت إلى السلطة أو حليف لها إلى تعريف مختلف تماما عن ما هو موجود أصلا على إعتبار أن مايمكن البناء عليه هو موات وفي أي لحظة تستطيع أن تجعل منه حدثا مغاير بالمطلق عن الواقع في أحسن الأحوال والقاء اللوم على الإقليم والعالم وهي مبررات واهية لا قيمة لها وليست صاحبة مصداقية ولاتستند على أسس مبنية على الصراحة والثقة المتبادلة التي لاتتكىء على قواعد سياسية سليمة وهذا ما يضاعف حالة الناس ويزيدها الما فوق الذي هي فيه .