مكانة روسيا في النظام الدولي

يمثل التحدي الأبرز الذى يواجه بوتين خلال الولاية الرئاسية الجديدة تحديد موقع روسيا في النظام الدولي الجديد، لاسيما وأن الرئيس بوتين يسعى لاستعادة مكانًة روسيا عالميًا، وأن قراره بشن الحرب على أوكرانيا يأتى في إطار الحفاظ على تلك المكانة، ومنع تمدد حلف الناتو الذي يشكل خطراً على روسيا، كما يسعى بوتين للإنخراط فى حلحلة الأزمات الدولية التي تكفل لروسيا وجودًا ومنها الموقف الروسي من الحرب الإسرائيلية على غزة وتبنى حل الدولتين والمطالبة بوقف الحرب وإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، ومنع استهداف المدنيين، وذلك من خلال دعم مشروعات القوانين أو التقدم بمشروعات قوانين داخل مجلس الأمن تتبنى وقف الحرب ومنع استهداف المدنيين وادخال المساعدات الإنسانية داخل قطاع غزة. وقد أرجع بوتين اخفاق التوصل لتسوية دائمة للصراع الفلسطيني الإسرائيلي إلى الانحياز الأمريكي لإسرائيل. لذلك فهو يطالب بالتحول من النظام الأحادي القطبية الذي يعتبره لا يخدم سوى المصالح الأمريكية، إلى التعددية القطبية التى تكفل للقوى الكبرى مثل روسيا والصين مكانتها فى النظام الدولي الجديد.

مجمل القول إن الانتخابات الرئاسية الروسية 2024، وفى ظل ضعف المنافسة بين المرشحين وبوتين، إلا أنها ربما تمثل فرصة مواتية للرئيس فلاديمير بوتين، ليعزز من دور ومكانة روسيا عالميًا، من خلال تعزيز التنمية فى الداخل الروسي، بالاستفادة من مقومات الاقتصاد الروسي المتنوعة، وخارجيًا من خلال الانحياز للقضايا العادلة، والقيم الأخلاقية التي تتفوق بها روسيا على الغرب، وتعزيز المسؤولية المشتركة للمجتمع الدولي، لتحقق التنمية الشاملة والمستدامة لكافة الدول من دون هيمنة تخدم مصالح الأطراف الكبرى فى تفاعلات النظام الدولي الجديد الذى لا يزال قيد التشكيل.