رحلتي مع القرآن

رحلتي مع القرآن

(أبين الآن)

في طفولتي لم أحفظ من القرآن إلا ما قد يحفظه أي مسلم مثل الفاتحة وقصار السور بدون معلم، كان مع والدي مصحف يقرأ منه في ساعات من الليل أو النهار ويعتني بوضعه بعد القراءة في مكان يحفظه فيه ولما كنا نرى أنا وإخواني من عناية والدي فقد تولدت عندنا قناعة بقدسية القرآن حتى بلغت سن الخامسة عشر وكنت قد مررت على بعض السور في المدرسة كالغاشية والاعلى والجمعة.. إلا أن الإهتمام بالقرآن بقي ضعيفا في نفوسنا نظرا للنظام السائد في بلادنا آنذاك وفي هذا السن أيضا تمت الوحدة بين شطري اليمن ودخل معها من المد الإسلامي القادم من شمال اليمن وبعض البلاد العربية وانتشر دعاة وافدون وأول ما اعتنوا به هو إقامة دورات في التلقين تبدأ من سورة الفاتحة وتنتهي إلى سورة الزلزلة أو البينة وتعلمنا أحكام التجويد واستطعنا من خلالها قراءة القرآن وفق القواعد عندما لا يكون معنا معلما، وفي بعض الدورات المميزة في مدينة عدن أكملت قراءة جزئي عم وتبارك على يدي مشائخ فضلاء ومجيدين

وحفظت معي من مقرر الثانوية بعض سور القرآن كالأنعام والنور، وعدت من هذه الدورات وأنا مصمم على حفظ القرآن فكنت أحفظه ولا أنقطع عن حفظه ومراجعته مع ضعف وقلة الخبرة والمرشد المساعد لكنني أحببت القرآن وأتطلع إلى اليوم الذي أكمل فيه حفظ كتاب الله فمما أذكره من جميل الذكريات أنني أحفظه وانا أرعى الغنم في السهل أو في الجبل وأنا أمشي في الطريق ذهابا وأيابا ولا زلت أذكر سورا بعينها حفظتها في أماكن معينة وكان هذا دأبي حتى تجاوزت العشرين جزءا منه فسنحت لي فرصة الذهاب إلى صنعاء لطلب العلم فأكملته في العام 1998م على يدي شبخي الفاضل محمد سعيد باصالح في مركز الدعوة العلمي بصنعاء وظل القرآن يرافقني لا أبغي به بدلا ولي منه ورد أعلا في الظروف العادية وأدنى مع اختلاف الظررف وتغير الأحوال لا أذكر إلا نادرا أنه ضاع مني واعتمد على القرآن في دعوتي ومنه منطلق العديد من أفكاري وتحديد توجهاتي ومع القرآن أشعر بتحسن لغتي وخطابي واتساع معارفي ولولا عدم الوفاء بحق القرآن وتقصيرنا في شكر نعمة الله لرفعنا الله بالقرآن منازل عالية في الدنيا والآخرة نسأل المزيد من فضله وله الحمد والشكر

ونرجوا من مشائخنا وإخواننا أن يدعوا لنا بالثبات

محمد ناصر العاقل

12 ربيع ثاني 1446هـ