الصدق العاري
مقال لـ: حسين السليماني الحنشي
من أعظم الكذب أن تبني له مؤسسات وتوظف له طاقات هائلة، وتختار له من أعلى مراتب العلم في صناعة الكذب!
وتترك كل الفضائل التي إذا تم الإهتمام ولو بالقليل منها لعاش العالم في أمن وأمان واستقرار لا نظير له، لكن المشكلة التي نعاني منها اليوم هي عبادة تلك المراكز الدولية التي صار الإيمان بها واجب، يجب الإتباع له. وتلك صارت عبادة عظيمة لمن يتقنها؛ فهو يعيش كباقي العبيد حول العالم يأكل ما أعطي له ويشرب الشراب العجيب الذي إذا أعطي له أدخله إلى عالم الهذيان والغيبوبة التي تجعل جسده كجسد الخروف تسكنه الراحة بعد تناول أعلافه بعدها لا يرى أو يسمع غير إفراغ المثانة البولية....
وتجد البعض يتضرع لتلك المؤسسات الدولية التي تلبس ثياب الحق بعد أن تركوا الصدق في البركة عاري، حينها لم يستطع الظهور، وظل أسير البركة كي يغطي عورته؛ فهل ظهر ولو ساعة كي ينظر ماذا يحدث في غزة؟ ألم يستيقظ من نومه خلال أكثر من سبعين سنة من الأنين والتشريد في فلسطين ؟
للأسف فالكل مشغول في كيفية أرضى تلك الصروح الدولية، حتى يهب نفسه لها، ويكون من المقربين الذين لاخوفا عليهم من إغلاق حساباتهم البنكية....
حيث يجدوا السلامة والراحة والسكينة وراحة القلب عندما يؤدي أحدهم واجب الطاعة المطلقة... بين يدي عصبة الأمم ووثنها العظيم ـ مجلس الأمن الدولي ـ حيث ينجوا هؤلاء العبيد من الفيتوا!
فصارت تلك الطقوس الأممية سببا لبقاء الحكام حول العالم؛ فالحكام لايتسابقون من أجل شعوب بلدانهم، بل يتسابقون بالقربات للوثن الدولي، حتى يطول بهم العمر...
ألم نشاهد وزراء ورؤساء الدول يتحدثون بالدبلوماسية؟ وهم ضد الاحتلال وضد الحروب ومع السلام ، ولابد من حل تلك الأزمة بالطرق السلمية، أنه الصدق لكنه اليوم أصبح عاري عن الحق الذي يحمله!
وتلك المنظمات الدولية ، تسمى بعضها بالمنظمات الحقوقية ، ومنظمة الطفولة والأمومة والرعاية الاجتماعية والرعاية الصحية والرعاية المبكرة ، ومنظمة المرأة ، غير الأعياد والمناسبات الخاصة بآلام والطفل والحب، بينما تدك شعوباً أخرى أرادت الحياة على ميثاق الوثن الدولي المزعوم...
كل هذه المنظمات أخذت من الصدق الملابس فقط، ولم تعمل إلا تحت قيادة الكذاب الأشر...