حرب إعادة الامل
بقلم / شفاء سعيد باحميش
عاشت اليمن وخاصة محافظة عدن فصولا مأساوية من الصراع و الحروب التي أثرت بشكل كبير على حياة المواطنين ومنذ اندلاع الحرب في عام 2015 كانت الأوضاع الإنسانية والخدمية في تدهور مستمر مما جعل جهود "إعادة الأمل" تبدو بعيدة المنال.
ومن المعروف ان النزاع في اليمن حدث نتيجة للعديد من الأسباب المعقدة بما في ذلك الصراعات السياسية والاقتصادية ومع تصاعد القتال تدخلت قوات التحالف العربي في محاولة لدعم الحكومة الشرعية واستعادة الأمن والاستقرار حيث كانت محافظة عدن التي تُعتبر بوابة اليمن البحرية محورا أساسيا في هذه المعركة.
وعلى الرغم من الوعود بتحسين الأوضاع بعد جهود "إعادة الأمل" فإن الواقع في عدن لا يزال يواجه تحديات كبيرة. تعاني منها المدينة
أهمها انهيار الخدمات الأساسية التي تشمل الكهرباء والمياه والصحة والغداء أصبحت هذه الخدمات شحيحة وغير متوفرة بشكل منتظم.
وشملت أيضا المواد الغذائية وفي الآونة الأخيرة ارتفاع أسعار الخضروات ارتفاعا كبيرا في الأسعار مما زاد من معاناة الأسر بشكل عام وبشكل خاص الاسر الفقيرة.
و يُعتبر الغذاء أحد الاحتياجات الأساسية للإنسان لكن العديد من الأسر أصبحت غير قادرة على توفيرها. مثل ارتفاع مبالغ بسعر الطماطم والبصل و البطاط وغيرها.
ومن جانب آخر وبشكل واضح تفاقم مشكلة البطالة بسبب تدهور الأوضاع الاقتصادية مما زاد من الفقر واليأس في المجتمع وتأثرت حياة السكان بشكل كبير حيث يعيش الكثير منهم في ظروف قاسية واكثر المتضررين هم الأطفال والنساء يعاني الأطفال من سوء التغذية بينما تتحمل النساء عبء توفير احتياجات الأسرة في ظل الظروف الصعبة وهذه المعاناة أدت الى ظهور التفكك الاسري لدى الاسر مع ارتفاع نسبة الطلاق.
لن ننكر ان هناك سعي من قبل العديد من المنظمات الإنسانية إلى تقديم المساعدة ولكن التحديات اللوجستية ونقص التمويل تعيق هذه الجهود. تحتاج عدن إلى دعم مستدام من المجتمع الدولي لتحسين الأوضاع ونحتاج الى العمل بشفافية وتوصيل المساعدات الى المجتمع بشكل مباشر وعادل.
وأخيرا يبدو أن جهود "إعادة الأمل" في اليمن لم تحقق الأهداف المرجوة خاصة في محافظة عدن وتتطلب معالجة الأوضاع الإنسانية والخدمية تضافر جميع الجهود المحلية والدولية لتحقيق سلام دائم يضمن حياة كريمة لكل اليمنيين. وتحسين الوضع المعيشي في عدن يتطلب جهدا جماعيا وتعاون بين الحكومة والمجتمع المدني والمنظمات الدولية من خلال التركيز على الأمن والخدمات الأساسية والتنمية الاقتصادية، والتعليم والصحة ويمكن أن يحقق ذلك آفاق مستقبلية إيجابية توفر حياة كريمة لسكان عدن.