معاناة الجرحى المعاقين في ظل غياب الدعم الكافي 2.

في مشهد مؤلم يعكس معاناة الجرحى والمعاقين، شاهدنا أحد الجرحى  وهو يُسحب بواسطة متر يحمل عربة يدوية عادية، بدلاً من أن يُنقل باستخدام عربة كهربائية التي كان من المفترض أن توفر له الراحة والسهولة في التنقل. هذه الحالة تكشف عن واقع مؤلم يعيشه الكثير من الجرحى، الذين ضحوا بأرواحهم من أجل الوطن، لكنهم للأسف يعانون من نقص في الإمكانيات الأساسية التي تضمن لهم حياة كريمة.

إن هذا الجريح و مثله العديد من الجرحى الذين يعانون من إصابات تسببت في إعاقاتهم، بحاجة ماسة إلى وسائل دعم حديثة تُسهل له حياتَه اليومية وتخفف من ألمه الجسدي والنفسي. فلو كانت العربة الكهربائية متوفرة له، لما اضطر صاحب المتر إلى سحب الجريح في عربة يدوية عادية، وهو مشهد يبعث على الأسى والحزن، ويعكس الفجوة الكبيرة بين ما يحتاجه الجريح وما هو متاح له.

هذه الصورة المؤلمة لا يمكن أن تكون مقبولة في ظل التضحيات الكبيرة التي قدمها هؤلاء الأبطال، الذين دافعوا عن أرض الوطن بكل شجاعة. الجريح المعاق لا يحتاج فقط إلى الرعاية الطبية، بل إلى الأدوات والمساعدات التي تضمن له حياة أكثر سهولة واستقلالية. العربة الكهربائية ليست مجرد رفاهية، بل هي ضرورة ملحة لكل جريح مصاب بإعاقة حركية، حيث تساعده على التنقل بشكل مريح وآمن دون الحاجة إلى تعب أو مساعدة مستمرة من الآخرين.

إن هذا الوضع يثير تساؤلات عديدة، ويضعنا أمام مسؤوليات كبيرة. هل هذا المشهد يرضي قيادة الجيش الوطني، التي تعهدت دائمًا بتقديم الدعم الكامل لجنودها الذين قدموا أرواحهم من أجل الوطن؟ هل يُقبل أن يُترك جريح مثل سامع السامعي يعاني بهذه الطريقة، ويُسحب في عربة يدوية بينما كان من الممكن توفير عربة كهربائية تسهم في تقليل معاناته؟

إننا اليوم نوجه هذا النداء إلى مجلس القيادة الرئاسي والحكومة و قيادة الجيش الوطني وإلى كل المعنيين في الحكومة والجهات المختصة، بأن يتحملوا مسؤولياتهم تجاه الجرحى والمعاقين، وتوفير كافة الوسائل التي تسهم في تخفيف آلامهم وتحسين نوعية حياتهم. توفير العربات الكهربائية ليس ترفًا، بل هو حق إنساني يجب أن يُمنح لكل جريح، حتى يتمكن من العيش بكرامة واستقلالية.

في الختام، نأمل أن تلقى هذه الكلمات صدى لدى المسؤولين، وأن تكون دافعًا لتحسين وضع الجرحى والمعاقين في الوطن. إنهم بحاجة إلى دعمنا، وهم يستحقون الأفضل. سامع السامعي وكل جريح آخر لا ينبغي أن يُترك ليعاني في صمت، بل يجب أن نعمل جميعًا من أجل تقديم كل ما يلزم لهم من رعاية، احترام، وأدوات تساعدهم على تجاوز المحن التي مروا بها.