رجال من أصحاب الضمائر الحية

يجب وينبغي علينا أن نقول الحقيقة بكل أمانة وصدق وبكل تجرد عن رجال دولة عرفناهم وتعاملنا معهم في اوقات وظروف معينة جمعتنا بهم ظروف العمل والعلاقة الشخصية الطيبة والثقة المتبادلة بيننا وبينهم وهم ليس كبعض المسؤولين في الدولة الذين فيهم من البخل والشح والقسوة والغلظة والأنانية وكأنهم ليس ببشرنا مثلنا والرجال الذي اتحدث عنهم هم من اصحاب الضمائر الحية والمرؤه والمعروف والأيادي البيضاء هم رجال دولة ورجال سياسة ولكني لن اتحدث عن سياسة وعن عملهم السياسي ولا يعنيني ذلك بل يعنيني الجانب الإنساني والأخلاقي والضمائر الحية التي يتحلون بها وحتى اكون اكثر شفافية وصدق ووضوح اقدم اولاً اعتذاري لأني سوف اذكرهم بالاسم حتى يعلم كل من يقرأ مقالي هذا اني صادق وليس في ذلك اي نفاق او مجاملة لأنهم لم يطلبوا مني يوما من الأيام ان اذكر عطاءتهم ومساعدتهم وتعاونهم واستجابتهم لكل ظروف وحالات الناس التي يقدمون لهم المساعدة دون ما شرط أو قيد وانما عطاء لوجه الله ولا يطلبون منهم لا جزاء او شكور .

والذي جعلني اتجرئ واكتب هذا المقال ما حصل لي ليلة امس عند خروجي من المسجد بعد صلاة العشاء كعادتي جاءتني إمرأة لا اعرفها وكانت قد سألت عني بعض المصلين من الجيران وفعلاً تحدثت معي بخجل وشرحت لي ظروفها القاسية والصعبة لدرجة انها قالت لي ان لقوفنا رمت من الجوع وارجو منك مساعدتنا لأني سألت عليك الناس وقالوا روحي للشيخ احمد وهو له علاقات ومعرفة بالناس اهل الخير وعرضت ابنتها الصغيرة التي تبلغ من العمر حولي احدى عشر عام تقريباً لتعمل خادمة او عاملة في اي من البيوت والمنازل او باي عما اراه مناسب علشان يأكلون لقمة وعيش حلال فعلاً نزل عليا كلامها هذا مثل الصاعقة ولم اتمالك دموعي ورفضت ذلك وقلت لها لن اعرض البنت الصغيرة لأي مكروه او اي إساءة ممكن تحصل لها في اي بيت من البيوت لاني اعرف الناس ظاهرا ولا اعرفهم باطناً ولكن اعطينا فرصة اشوف واتواصل مع اهل الخير وسوف ارد لك جواب وذهبت معها إلى عند صاحب المقهاية التي هي قريبة من بيتنا والتي نتعامل معه بالأجل وقلت له اعطيها على حسابي بالف روتي والف فاصوليا وهذه هي امكانيتي لأني لا املك غير الراتب الشهري الذي حتى اليوم وكتابة مقالي هذا لم استلمه اسوة بأخواني وزملائي الموظفين مدنين وعسكرين وقررت بعد الإعتذار للرجال المحترمة التي تملئهم الإنسانية والشعور بالمسؤولية ولأصحاب القلوب الرحيمة والضمائر الحية واصحاب المعروف والمرؤة وهم معالي وزير النقل الدكتور عبدالسلام حميد ومعالي وزير المالية الأستاذ سالم بن بريك وسعادة المستشار الدكتور عبدالعزيز المفلحي وسعادة الدكتور احمد عبيد بن ذغر والأستاذ حسين منصور والأستاذ مجيب الشعبي والأستاذ سالم الوليدي والشيخ علي عبيد الصلاحي ان يقدموا يد العون والمساعدة كما تعودنا منهم لهذه الأسرة العزيزة التي اجبرتهم الظروف الصعبة ان يمدوا ايدهم ليسدوا رمقهم من الجوع والفقر والعوز اعذروني ايها الأخوة الكرام لذكر اسمائكم ولكني مضطر لتأكيد الحقيقة بانكم تحملون في جوانحكم وثنايا اضلعكم قلوب مليئة بالإنسانية والشفقة والرحمة والضمائر الحية ..

وفي الأخير ارجو ان تلقى رسالتي هذه حسن الإصغاء والتجاوب والتفاعل السريع ولكم مني خالص المودة والإحترام والتقدير٠

#المريسي.