الباديء  أظلم

نسمع من هنا وهناك عن مناوشات إعلامية، توحي للبعض عن انفجار الوضع الأمني والعسكري في حضرموت وبالذات ساحله، وأظن تلك المناوشات مكايدات ومماحكات سياسية وحزبية لا غير  و ليس قريبة من الواقع العقلي والنقلي ، فحضرموت الأرض والإنسان موحدة ومتماسكة وكل مواطنيها من مدنيين وعسكريين مع آمنها ومستقرها  وأن تنعم بخيراتها وثرواتها وكل حقوقها السيادية  المشروعة والمستحقة في كل المجالات وكل الخدمات بعد أن حرمت من ذلك لسنوات طوال على الرغم من أنها ترفد الدولة من ثرواتها بأكثر من 75 % من الموارد. 

فحين تحرك حلف قبائل حضرموت الأمين والمأمون والمؤتمن والقوي والمتماسك بعد عقد لقائه الاستثنائي الموسع يوم 31 يوليو 2024م في منطقة العليب  وتداعت كل القبائل وأغلب رجال حضرموت الأحرار والشرفاء للحضور وأصدر بيانه الهام الذي دعا فيه مجلس القيادة الرئاسي والحكومة إلى تحقيق مطالب محقة ومستحقة ومحددة ، وهي واضحة كعين الشمس ولكن لم تلقى استجابة ولا قبول. 
بعد سارت المستجدات والمتغيرات في تصاعد ملحوظ إلى أن أصبح شعب حضرموت كله يريد حكم ذاتي كحل للخروج من الأزمات التي تعصف به ووضعه أمام مجلس القيادة الرئاسي الذي أطلقت هذه الدعوة بلسانه رئيسه الدكتور رشاد العليمي حين زار حضرموت في منتصف شهر يونيو 2023م  وقال حضرموت تستحق أن تدير شؤونها الإدارية والمالية والإقتصادية والأمنية بنفسها وشهد شاهد من أهلها.

فتنفيذ الحكم الذاتي لحضرموت ليس فيه ضرر ولا إضرار على أي طرف من الأطراف اليمنية  فهذا حل أوجبته المرحلة.. 
وليعلم الكل أن قيام حلف حضرموت ومؤتمر حضرموت الجامع في هذه المرحلة من التصعيد التوعوي هو لأجل حماية ثروات حضرموت من النهب والسلب وإنقاذ شعب حضرموت  الذي وصل به الحال  إلى وضع مزري في المعيشة والخدمات وصل إلى حافة الفاقة والفقر  والمجاعة فهو وضع غير مسبوق في تاريخ حضرموت الحديث   حيث يرى المواطن  بعينه ويسمع بأذنه  عن نهب ثرواته وخيراته من تحت أرجله وهو أحق أن ينعم بها ليعيش حياة كريمة وطيبة مثل بقية الشعوب بالدول المجاورة.

فعلى المعنيين  التفهم  بلباقة ورزانة  وحصافة لمطالب أهل  حضرموت  أهل المحبة و السلام والوئام والاحترام ، وليعلم الكل أن حضرموت  ستظل تدافع عن أرضها وثرواتها ومنجزاتها من أي  متطاول من خارج حضرموت أراد أن يغامر ويكب الزيت في النار فهو أول من سيكتوي بنارها، ونعلمه أن حضرموت بنخبتها الحضرمية وحلفها القبلي وكل أفراد شعبها متحدون وليس بينهم اختلافات جوهرية  ولن يتحارب الحضرمي مع أخيه الحضرمي قط.. قط.. قط، فنحن دمنا الحضارم واحد وثقافتنا الإسلامية عالية جداً وأيضاً لا نريد أن نتحارب  حتى مع غيرنا إلا إذا فرضت علينا  فنحن سنكون في موقف الدفاع عن الأرض والمال والعرض.. والباديء أظلم وأرعن.. 

والله حسبنا ونعم الوكيل.. نعم المولى ونعم النصير.. وهو من وراء القصد