البكاء على الدهر "!!
بقلم د. عبد الكريم الوزان.
قيل "رُبَّ دهر بكيت منه فلما صرت في غيره بكيت عليه".
الحياة مدرسة كبيرة مليئة بالتجارب والعبر وخيرنا من اتعظ من دروسها.
لقد عاصرنا أناس كثيرون عبر عقود زمنية خلت كانوا يملكون من الدنيا مايملكه الملوك والأمراء لكن تنقصهم الصحة أو حلت بهم فاجعة فقدان عزيز أو كشف الله عنهم ماستره وعدد ماشئت، حتى تمنوا لو عاد بهم الزمن وقد حافظوا على صحتهم وعزيزهم وسرهم ولاعبرة بالمال والجاه، لكن لات ساعة مندم.
لعمري فإن أول ما يتجلى لنا من ذلك هو القناعة وهي بالفعل كنز لايفنى، ثم الإيمان وفهم الحياة الدنيا وتقدير الإنسانية الحقة والثبات على المواقف النبيلةً والتمسك بالأمل وتقبل ماتأتي به الأقدار، وكما قال الشاعر الطغرائي:
أعللُ النفس بالآمال أرقبها ** ما أضيق العيش لولا فُسحة الأمل
لم أرتضِ العيشَ والأيام مقبلةٌ ** فكيف أرضى وقد ولت على عجلِ
غالى بنفسي عِرْفاني بقيمتِها ** فصنتها عن رخيص القدْرِ مبتذَلِ
وعادة السيف أن يزهى بجوهرهِ ** وليس يعملُ إلا في يديْ بطلِ