طيران حضرموت
الاعلان عن تأسيس شركة طيران حضرمية منافسة ، تتبع مجموعة شركة البسيري بقيادة الشيخ / محمد بن عوض البسيري كما جاء في الخبر ، حدث له دلالاته ومعانيه .
اولا : لكون هذا المشروع الاستثماري أتى في ظروف اقتصادية و سياسية تعيشها البلد غاية في التعقيد ، فلا استقرار للعملة الوطنية ، ولا استقرار سياسي ، بل و غياب كامل او شبه كامل للدول ومؤسساتها ، وحالة حرب تعيشها البلاد ، عطلت كل نشاطات الحركة التنموية والاقتصادية والخدمية الا النزر اليسير.
اذا مالذي جعل مجموعة البسيري تقدم على مثل هذا المشروع الطموح ؟ مع أن رجال المال و الأعمال غالبا لا يستثمرون أموالهم الا في بلد ينعم بالاستقرار الاقتصادي والسياسي والامني والخدمي ، وهذا معدوم اليوم في بلادنا.
الذي نظنه أن الاقدام على مثل هذا المشروع ليس إلا من باب الحس الوطني ، و الحرص على خدمة حضرموت واهلها ، دون الحساب للعواقب و قاعدة الفائدة والخسارة.
نتمنى أن يكون اقدام مجموعة البسيري للاستثمار في حضرموت لخدمة أهلها ، دافع وحافز لبقية رجال المال والأعمال من الحضارمة للتوجه بأموالهم إلى حضرموت وإقامة مشاريع تنموية عملاقة وفاء لبلدهم ، وتحقيقا للمصالح والمنافع المشتركة ، وان لا ينتظر كما يقول البعض منهم حتى يكون هناك استقرار تام وكامل و مستدام للبلد ، لان هذا لا يدري أحدنا متى يكون .
نعم إنه نداء لإخواننا من التجار الحضارم ، توكلوا على الله و أقدموا بأموالكم للاستثمار في بلدكم حضرموت ، وهي لا تزال بكرا ، اقنعوا منها ولو باليسير من الربح ، واجعلوا ذلك صدقة ووفاء وبرا بالاباء والأجداد الذين عاشوا في هذه البلد وروو ترابها بعرق كدهم وجهدهم ، قانعين باليسير والقليل من الرزق.
وفي الختام هذه معادلة نتمنى أن يأخذ بها تجارنا الحضارم ، وهم منتشرين في كل أرجاء المعمورة بارك الله لهم و زادهم من فضله ، استثمروا في بلدكم حضرموت ، و هي على ما هي عليه من ظروف وأحوال ، وفي ذات الوقت اسعوا بكل جهد نحو استقرارها اقتصاديا وسياسيا و خدميا ، و هي التي تظل على الدوام البيئة المناسبة للاستثمار والازدهار والنماء الاقتصادي .
فهل تكون البداية من شركة طيران حضرموت لمجموعة البسيري ، إلى مشاريع استثمارية حضرمية عملاقة تنهض بها حضرموت إلى مصاف الدول المتقدمة صناعيا واقتصاديا ، الامل في الله كبير ، و لا نظن ان العقل الحضرمي الذي جاب كل الآفاق حاملا معه مؤهلات النجاح عاجزا عن النهوض ببلده.
وفق الله الجميع لكل خير