البلاد ستظل رهينة تدهور العملة والفوضى

بقلم: موسى المليكي.

يشهد الريال اليمني تدهورًا مستمرًا في قيمته مقابل الدولار والعملات الأجنبية الأخرى مما يعكس مدى العجز الاقتصادي المستمر في ظل الانقسام السياسي والصراع الداخلي فاليوم أصبح الدولار الواحد يعادل 2215 ريالًا مع توقعات بأن يصل إلى 3500 ريال في مطلع العام 2025م هذا الوضع يعكس عمق الأزمة التي يعاني منها الشعب اليمني ويزيد من معاناته اليومية بينما المسؤولون في الصفوف الأمامية يعيشون في عزلة عن واقع المواطنين

وفي ظل هذه الأزمة سمعنا بان هناك الوديعة السعودية التي أعلنت عنها الحكومة اليمنية مؤخرًا كدعم مالي لتحسين الوضع الاقتصادي ودعم استقرار العملة ومع ذلك تبخرت هذه الوديعة في غياهب الفساد والتساؤلات هنا نقول  كيف لمليارات الدولارات تدخل البنك المركزي ومع ذلك يظل الدولار يرتفع والريال في تدهور مستمر أين ذهبت تلك الأموال؟ 
وهل كانت حقًا موجهة لإصلاح الوضع الاقتصادي أم كانت مجرد ذرائع لحالات تقاعس وفشل حكومي؟

عندما نتابع أداء بعض الدول في المنطقة مثل سوريا يتضح الفارق الكبير في مستوى القيادة والمسؤولية حيث نجد رجالًا يعملون ليل نهار من أجل شعبهم وحمايتهم في الوقت الذي يفتقر فيه المسؤولون في اليمن إلى الحس الوطني والمحاسبة. كلمات قليلة يمكن أن تلخص الوضع الفراغ القيادي وغياب المسؤولية ما يجعلنا نتساءل هل من رجال يلتفون حول قضايا شعبهم؟أم أن البلاد ستظل رهينة تدهور العملة والفوضى.

 في وقت يعاني فيه اليمن من أزمة اقتصادية كارثية وتدهور مستمر للعملة تغيب الأحزاب السياسية عن أداء دورها الحقيقي بل وتستمر في الهروب من مسؤولياتها مع كل انهيار للريال وارتفاع للدولار تبقى هذه الأحزاب مشغولة بقضايا خارجية داعية الناس للخروج في مظاهرات نصرة تارة لفلسطين أو أخرى  سوريا و و  بينما المواطن اليمني يغرق في المعاناة اليومية.

هذه الأحزاب تخشى من تحرك الشارع ضدها لذا تعمل بكل جهد على إخماد أي احتجاج داخلي قد يفضح فشلها في التعامل مع الأزمات إنها ترفض مواجهة الفساد أو مناقشة الأزمات الاقتصادية بل تفضل إشغال الناس بأحداث بعيدة عن واقعهم.

ما يحدث في اليمن اليوم ليس سوى تلاعب سياسي رخيص فيما الأحزاب تستثمر فى مشاعر الناس بعيدًا عن همومهم الحقيقية وتظل تروج لخطابات خاوية لا تُسمن ولا تغني من جوع

ان أحزبنا المعاقه اليوم  ليست حليفًا للشعب بل هي جزء من الأزمة ولا تهدف سوى إلى الحفاظ على مصالحها على حساب مستقبل الوطن.

لقد حان الوقت لكي يفهم الشعب أن الحل في أيدينا فالتغيير يبدأ من الشارع ومن رفض هذه الأحزاب الفاسدة التي تستخف بنا وتلاعب بمستقبلنا.