الأسرة المبدعة

 بقلم: منصور بلعيدي

في زيارتي صباح اليوم السبت لمدينة جعار لغرض زيارة طبيب الأسنان لإصلاح ضرسي المزعج (لا يذهب خيالكم بعيدًا، فما زلت شابًا)، التقيت بالأستاذ المبدع حسن الكنزلي وكان يحمل بضاعة لبقالته. (كما في الصورة). 

هو رجل عملي لا يعجبه القعود والاسترخاء. سألته: ألديك بقالة؟! أجاب على الفور: وهل يفيدك الراتب بشيء إذا لم توجد لك مصدر آخر يدعمك في مواجهة غلاء المعيشة المتصاعد دوماً؟ 

هكذا هو حسن الكنزلي، لا يعطي إجابات مباشرة، وعليك أن تستشف من قوله إجابةً لسؤالك. فهمت من قوله أن لديه كشكًا صغيرًا، وإلا لما التف بالإجابة من بعيد ودار بي حول الجولة ليتوهني عن معرفة ما إذا كانت بقالة كبيرة أم كشك صغير _على أد الحال_ (بلهجة إخواننا المصريين).

هو مبدع في مجالات كثيرة منها الخطابة والزراعة وصناعة العطور. وابنته أخذت صفة الإبداع منه فهي دكتورة والآن تحضر لنيل التخصص الطبي وتسعى على نفس منوال والدها، واستطيع أن أقول: *تلك اللبوة من ذاك الأسد* (على غرار هذا الشبل من ذاك الأسد).

حقاً إنها أسرة مبدعة، كل في مجال اختصاصه ولا يعرفون الخلود إلى الراحة أو الخمول والكسل. فالحياة النشطة هي حركة دؤوبة وعمل لا مكان فيه للخاملين.

نتمنى لهم مزيداً من الإبداع والتألق دوماً، وإبداع كل جديد مع كل يوم جديد.