إن محاربة الفساد ليست خياراّ بل معركة مصيرية.

بقلم: موسى المليكي.

 المحارب الذي لا يحاول الدفاع عن قوته لا تعول عليه بالدفاع عن الدين والوطن و‏القائد الذي يسمح لنفسه اولاتباعه بممارسة الفساد، بأي شكل من الأشكال، ويقوم باستغلال سلطته ونفوذه للتسلط على قوت الافراد، فإن مصيره سيكون مخزيًا مهما حاول التضليل أو حشد المطبلين .

التاريخ مليء بالشواهد، فالله يمهل ولا يهمل، والباطل مصيره إلى الزوال. أما دعوة المظلوم، فهي سهم نافذ لا يخطئ، فاحذروها الفساد المالي لا يدوم كما أن الظلام لا يدوم، فالنور له سبيل. إن تجفيف منابع الفساد القذر، وكشف أقنعته المخادعة، هو السبيل لكسر حلقاته الجهنمية. فحين يُفضح المستور، وتتساقط أوراق التوت، لن يجد الفساد مَن يغذيه، وسيتلاشى كدخان في مهب الريح.

 الفساد سرطان ينخر جسد الأوطان، ولا يمكن لمجتمع أن ينهض وهو مكبل بأغلال الفاسدين والمتسلطين على أرزاق الناس. فمن يسرق قوت الضعفاء، ويستغل سلطته لإثراء نفسه وحاشيته، ليس إلا عدواً خفياً يطعن وطنه من الخلف، مهما لبس قناع الوطنية.

التاريخ شاهد أن الظلم لا يدوم، وأن الطغاة مهما تجبروا، يسقطون سقوطاً مدوياً، لأن عدالة السماء لا تغفل، ودعوة المظلوم لا ترد. فمن ينهب ثروات الأمة، ويغتصب حقوق العباد، سيجد نفسه يوماً محاطاً بصرخات المقهورين، ولن تشفع له جدران سلطته، ولا أبواق المطبلين.

إن محاربة الفساد ليست خياراً، بل معركة مصيرية، فإما أن يُكسر هذا الطوق الجائر، أو أن يستمر نزيف الوطن حتى آخر رمق. ولن يحمينا من هذا البلاء إلا إرادة صلبة، تكشف المستور، وتقتلع جذور الفاسدين، حتى لا يبقى لهم أثر، ولا يتكرر هذا الخراب جيلاً بعد جيل.