كرامة المرأة مرآه لشرف الرجل
بقلم: حنان الشعيبي
ولكن للأسف، أصبحت السخرية من النساء والتعنيف اللفظي أمورًا شائعة في مجتمعنا، خاصة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تُبرر هذه الإهانات تحت مسمى "المزاح". لكن إن كان هذا هو المزاح، فكيف يكون الجد إذن؟
هذا السلوك ليس مجرد كلمات عابرة، بل يعكس ثقافة غير صحية تهدد قيم الاحترام، وتزرع العداء بدلًا من التكاتف. بدلًا من استثمار طاقاتنا في التوعية والتثقيف، نجد البعض منشغلين بالتنمر وإطلاق التعليقات الجارحة التي تزيد الانقسام.
في ظل الأوضاع الصعبة، نحن بحاجة للجوء إلى الله، والانشغال بما ينفع، سواء عبر العمل، أو القراءة، أو الترفيه الهادف الذي يحترم القيم. يمكننا الترويح عن أنفسنا بسماع القرآن أو الموسيقى، مشاهدة المسرحيات، أو قضاء وقت مع العائلة، دون الحاجة لإيذاء الآخرين نفسيًا ومعنويًا.
إدخال الفرح إلى القلوب رزق، وجبر الخواطر رزق، أما التنمر فهو شكل من أشكال الظلم والفقر الأخلاقي، ويضيف المزيد من المعاناة والطاقات السلبية إلى حياتنا. يكفينا ما نواجهه من تحديات، فلماذا نزيدها بالسخرية والشماتة؟
السعادة قرار شجاع ينبع من الرضا والامتنان، وهي التي تمنحنا التفاؤل والصحة وتفتح لنا الفرص. أوامر الله لنا بعدم الغضب والحزن واليأس ليست مجرد كلمات، بل طوق نجاة وسط أزمات الحياة. جميعنا في مركب واحد، فإما أن نكون دعمًا لبعضنا أو أن نغرق في مستنقع الاستهزاء وضياع القيم.
اللهم اجعل لأهل هذا البلد مخرجًا وهيئ لهم من أمرهم رشدا.