حضرموت .. التعليم رهينة الأزمات

قبل عام 2016 .. كان المواطن الحضرمي كثير ما يسعى بحثًا على أي فرصة عمل من خلال التعاقد في المرافق الحكومية بالمحافظة، غير أنّ الأوضاع تبدّلت لاحقًا، إذ تحصل عدد كبير من أبناء حضرموت على فرص للتعاقد خصوصًا في قطاع #التربية_والتعليم، وهو ما يُعد إنجازًا مهمًا ومكسبًا ملموسًا .. لكن!! هذه المكاسب سرعان ما تحوّلت مع مرور الوقت إلى مطالب متزايدة لتحسين الأوضاع المعيشية، حتى بلغ الأمر حد تعطيل الدراسة وإيقاف العملية التعليمية.

لقد كنّا وما زلنا إلى جانب معلمينا ومعلماتنا الكرام، نؤيد حقوقهم المشروعة ونقف معهم في مطالبهم العادلة، غير أنّ ما آلت إليه الأوضاع اليوم تجاوز حدود المقبول، وألقى بظلاله الثقيلة على أبنائنا الطلاب، فعطّل مسيرتهم التعليمية وهدّد مستقبلهم الدراسي وفتح أمام بعضهم أبوابًا غير سليمة نتيجة الفراغ الكبير الذي خلّفه توقّف التعليم.

وما حدث يوم أمس!! من تعامل غير لائق مع المعلمين والمعلمات ونقابتهم أثناء وقفتهم الاحتجاجية!! .. يُعد مشهدًا مؤسفًا وغير مقبول ولا يليق أبدًا بمكانة هذه الكوادر التربوية التي أفنت أعمارها في خدمة المجتمع وقدّمت الكثير من أجل صناعة جيل واعٍ ومثقف، وإننا نؤكد رفضنا القاطع لتكرار مثل هذه التصرفات مستقبلًا، ونطالب بأن يُعامل المعلم بما يوازي عظمة رسالته وقيمة دوره وكرامته.

ومن هُنا .. يصبح لزامًا على السلطة المحلية بمحافظة حضرموت، أن تتحرك بصورة عاجلة لمعالجة الأزمة وضمان استمرارية العملية التعليمية، كما يتوجب أيضًا على نقابة المعلمين أن تنتهج أساليب أكثر حكمة وفاعلية لإيصال المطالب وتحقيقها، بعيدًا عن أي خطوات قد تلحق الضرر بأبنائنا ومستقبلهم الدراسي.

"هذا والله من وراء القصد" ،،،