معلمو المحافظات يرفضون التمييز ويطالبون بالمساواة
بقلم : نجيب الداعري
مع انطلاق العام الدراسي الجديد، تتجدد مطالب المعلمين في مختلف المحافظات اليمنية بحقوقهم المشروعة، وفي مقدمتها صرف مرتباتهم المتأخرة ، وتوفير الحوافز والبدلات،وهيكلة الأجور, وتحسين الظروف المعيشية, بما يضمن استقرار العملية التعليمية, ولكن ما يلاحظه الجميع, ويحز بالنفس أن هذه الحقوق غالبًا ما تُقاس بما يحصل عليه معلمو العاصمة المؤقتة عدن من حوافز ، وكأن بقية معلمي المحافظات الأخرى خارج نطاق الاهتمام.
إن عدن باعتبارها مركز القرار الإداري ومقر الوزارات والهيئات– تحظى عادةً بالأولوية في تنفيذ القرارات، غير أن هذا لا يكون مبررًا لحصر الحقوق فيها دون غيرها , فالمعلم في أبين، شبوة، لحج، حضرموت، المهرة، الضالع وغيرها يواجه معاناة مضاعفة نتيجة تأخر صرف المرتبات، وضعف الإمكانات، وغياب العدالة في المعاملة، في وقت يواجه فيه الجميع الظروف الاقتصادية ذاتها.
وتؤكد هذه المفارقة الحاجة الماسة إلى مبدأ المساواة والعدالة بين جميع المعلمين دون استثناء، باعتبار أن العملية التعليمية لا تقتصر على العاصمة فحسب، بل تشمل كل مدرسة وقرية ومدينة, والطالب في الأرياف والمناطق النائية يستحق أن يتلقى تعليمه من معلم يتمتع بحقوقه كاملة غير منقوصة من الحوافز التي تُمنح لمعلمي العاصمة عدن لبدء العام الدراسي.
ومن هنا يناشد المعلمون في عموم المحافظات الحكومة ووزارة التربية والتعليم ووزارة المالية بسرعة اتخاذ قرارات عاجلة تضمن تعميم أي تحسينات أو حقوق تقر في عدن على سائر المحافظات، باعتبار أن المساواة في الحقوق هي السبيل الحقيقي لضمان استقرار العام الدراسي وإنجاح العملية التعليمية.
ختاما ,,إن استمرار سياسة التمييز بين معلمي عدن وبقية المحافظات من شأنه أن يؤدي إلى تفاقم الإضرابات وتعثر الدراسة، وهو ما يهدد مستقبل جيل كامل , وعليه، فإن الإنصاف العاجل للمعلمين جميعًا دون استثناء لم يعد مطلبًا نقابيًا فحسب، بل ضرورة وطنية لحماية التعليم وضمان استمراريته
وللحديث بقية..