في ظل آية
قال الله تعالى في محكم الذكر:
(إن الذين كفروا لو أن لهم ما في الأرض جميعا ومثله معه ليفتدوا به من عذاب يوم القيامة ما تقبل منهم ولهم عذاب أليم).
سورة المائدة, الآية 36.
تتحدث الآية الكريمة عن ما يلحق بالإنسان الكافر من خسارة لا تقدر بثمن، بسبب كفره وابتعاده عن الله تعالى، وعن ما يقرب إليه سبحانه، وحينها لن تنفعه أمواله وجاهه ومكانته في الدنيا بعد أن يغادرها، حيث لا يمكنه العودة إليها من جديد. فهذا الإنسان التعيس الذي اختار الكفر والضلال طريقا له، لو يمتلك كنوز الأرض الثمينة (الظاهرة والباطنة)، وأضعافها معها ليدفع عن نفسه عذاب النار الذي استحقه بسبب كفره، لن تفيده أو تنفعه هذه الفدية، بل سيساق إلى جهنم ويتلقى فيها ألوان العذاب التي اعدها الله للكقار، ممن اختاروا طريق الكفر، واستحبوا حياة الدنيا عن الآخرة.
إلى جانب حقارة الدنيا ودونيتها، إلا أنها تبدو مهمة للإنسان المؤمن اللبيب الذي يؤمن بالله، ويدرك الهدف الذي وجد من أجله، وهي الدار الآخرة والحياة الأبدية، التي ينالها الإنسان المتقي بفعل عبادته لله وتقواه، والالتزام بأوامره واجتناب نواهية، أما الإنسان الكافر الذي آثر الكفر عن التقوى، فقد خسر دنياه بعدم استغلالها لتحقيق الهدف الذي وجد عليها من أجله، حين اختار طريق الكفر والبعد عن الله، وخسر الآخرة باستحقاقه للعذاب الأبدي في جهنم والعياذ بالله.