يعيبون عليهم والعيب فيهم

لقد تابعت الحملات الإعلامية الشرسة حول زيارات الرئيس عيدروس الزبيدي لمحافظات الجنوب، وسمعت أصوات نشاز، وتابعت العويل، والبكاء، والصراخ هنا وهناك، ليس لأجل الإصلاح والتغيير ولكن لأجل أن يرضى عليهم أسيادهم ويستمر مسلسل الصرفة، فلا تعيبون الآخرين وأنتم العيب بذاته..

وفي كل مرة يطلعون لنا بقصة جديدة، ورواية بالية، وأسطوانة مشروخة، لست أدري ما هو سبب كل هذا الصراخ؟ ومرة يقولون لو خصصت كل تلك النفقات التي صرفت في تلك الزيارات على الشعب لكان خير وأفضل من كل هذه الأمور ..

فنقول لهم فقد كان الذين سبقوا أسوء حالاً من اليوم، وقد كانوا ينفقون على اتباعهم واجتماعاتهم وقاعاتهم أضعاف ما يتم إنفاقه اليوم، فلماذا لم نسمع لكم صوتاً ولا صراخاً لكم؟!
لماذا لم نقرأ لكم حرفاً بهذا الخصوص؟ الجواب سهل للغاية وهو أن الصرفة مستمرة، لا تحدثوني عن الوطنية والجمهورية المزعومة عندكم، أنتم لا تريدون سواء مصالحكم الخاصة فحسب ..

إننا اليوم أمام مفترق طرق إما نكون أو لا نكن، فالمجلس الإنتقالي الجنوبي ليس هو كل الدولة، ولا هو صاحب الشرعية كم يتم ترويجه من قبل بعض الأقلام التي نعرف كلنا توجهاتها، ومقاصدها.

كفانا تشرذم، وكفانا تشظي، وتعالوا كلنا لكي نقبل بعضنا البعض، ونكن يداً واحدة لأجل بلدنا، يكفي مهاترات وجدال، يكفي مناكفات سياسية جوفاء، والشعب يموت ويذبح من الوريد إلى الوريد، يكفينا الاقتتات على معاناة الشعب،  إن ما يحدث اليوم في إجتماعات مجلس الوزراء، ومقاطعة بعض الوزراء لهذه الاجتماعات، لهي دليل واضح على مدى تصدع وتوسع الشرخ في جنبات الحكومة والمجلس الرئاسي على حد سواء، إن هذا مؤشر خطير يدق ناقوس الخطر القادم.

إعلاميو الصرفة كفوا أقلامكم، وصوبوها في مكانها الصحيح، هناك مليارات الريالات تصرف على أفراد وأشخاص فقط لم نسمع لكم صوتاً، ونسيتم كل هذه الأمور واتجهتم إلى صدور إخوانكم الذين يحاولون جمع الكلمة وتوحيد الصف، تعالوا إلى كلمة سواء ونُحكَِم العقل والمنطق قبل تحكيم المصالح الشخصية الضيقة، المبنية على كم سوف تعطيني مقابل منشور اكتبه، أو مقال افرده لك ولمناقبك الكاذبة..

يجب أن نرتقي في خطابنا وفي إعلامنا، وفي أقلامنا، تسمون أنفسكم إعلاميين، وأغلبكم في حقيقة الأمر مجرد أجير يكتب على قدر الصرفة، ويميل حيث تميل الصرفة، تباً لكم، وتباً لتلك الأقلام المسمومة التي لا توجه إلا إلى صدور إخوانهم وذويهم، ولا توجه لأجل الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي، بل توجه لمجرد النقد الهدام.
فالزيارة التي قام بها  الرئيس الزبيدي إلى مختلف محافظات الجنوب خطوة في الاتجاه الصحيح وينبغي على الجميع أن يباركها .

     ودمتم سالمين