ضيفنا رحل

بقلم: صفاء المليح 

كان ضيفًا خفيفًا... جاء سريعًا، وها هو يرحل سريعًا. لم نشعر إلا وأيامه بدأت بالعد التنازلي، لتعلن لنا قرب انتهاء هذا الموسم العظيم. نعم، إنه رمضان، ضيفنا المبارك الذي لطالما انتظرناه، واليوم بدأ يجهز نفسه للرحيل، ولا نعلم: هل سنكون معه في العام القادم؟ أم سيكون ذكرانا فقط بين من تحت التراب؟

رمضان ضيف كريم، أكرمنا الله به لنطهر قلوبنا، ونعمر أوقاتنا بالطاعات، ونغتنم أيامه ولياليه بالخيرات والبركات. لكن السؤال الأهم: هل أكرمنا ضيفنا كما ينبغي؟ أم سيطوي أيامه وقد قصرنا في حقه، وفرّطنا في واجباته؟ هل عشنا أيامه كما يحب الله ويرضى؟

ها هو رمضان يوشك أن يودّعنا، فهل نحن مستعدون لرحيله؟ أم أنه مرّ علينا مرور الكرام، دون أن نترك فيه أثرًا يُرضي ربنا ويُطمئن قلوبنا؟

ها هو رمضان يرحل، فليحاسب كلٌّ منا نفسه:

هل أدّينا الصلاة بخشوع؟

هل قرأنا كتاب الله بتدبر؟

هل تصدقنا وأحسنا إلى الناس؟

هل اغتنمنا لياليه بالدعاء والاستغفار؟


أيام قليلة باقية، فلا نجعلها تمرّ دون أن نعوّض ما فات، ولنجعل ختام هذا الشهر بداية لثباتنا على الطاعة، ودوام القرب من الله حتى نلقاه.

اللهم اجعل رمضان شاهدًا لنا لا علينا، وارزقنا بلوغه أعوامًا عديدة وأزمنة مديدة، واجعلنا فيه من المقبولين الفائزين.