غزة بين الحصار والتنكيل

بقلم: حسين السليماني الحنشي 

الحصار،
لايكفي.
الدمار لا يكفي!
النار تشعل بقلبي،
حينما ننظر،
 في شوارع،
غزة 
أفواج... 
لا مأوى لهم،
قصفت بيوتهم،
فقدوا شتى،
مظاهر الحياة،
ظلما وقهرا وعدوانا، 
أصبحوا بلا منازل،
ولا أبناء ولا أمان،
ولا حقوق، 
بلا ذنب ارتكبوه،
غير أنهم يريدون،
وطنهم الأم.
لم يحزنهم،
فقد منازلهم ،
بقدر ما يميتهم،
كل ثانية شعور الألم،
والحزن لفقدهم،
أعز من كانوا يعيشون،
من أجلهم. 
ففي طرقات غزة،
رائحة الدم ،
تتطايرها الرياح، 
وفي كل شبر طفل قتل، 
وامرأة ثكلى، 
وأب فاقد لأسرته، 
وأولاد بلا أمهات، 
ونساء بلا أزواج، 
بل وعائلات كاملة،
 لم يبقى من يُبكيها.
قطاع غزة ،
من قصف وحصار ،
هو جريمة حرب، 
لا يمكن أن تمر،
مرور الكرام..
أبناء غزة، 
ضحايا للظلم والعدوان، 
فهناك من،
يُعذب ويُقتّل،
ويسجن،
ويقهر ويُغدر به!
كيف سنواجه الله؟!
ونحن نسير في دروب الحياة، نستمتع تارة،
ونكل ونمل أخرى،
ونتناسى من هم يجاهدون، بأرواحهم وأولادهم،
ونسائهم وكل ما يملكون،
من أجل وطنهم المسلوب؟!
كيف سنقف أمام الله؟!
وقد تركنا إخواننا،
تأكلهم الذئاب،
وقد علمنا،
أن للذئاب مكر،
 لا يُومن،
وعهد لا يؤتمن!
يعيشون في غزة،
 تحت الحصار،
أعدادهم تقلّ يوميا،
 بالقتل والقصف ...
أصبح الأحياء منهم،
في حكم الأموات، 
فليس هناك غذاء،
ولا ودواء،
ولامياه نظيفة،
 ولا كهرباء.
يفقدون بعد كل هذا،
 أرواحهم بلا ذنب.
لا تعلم غزة،
مصيرها،
ومآلها،
ومتى الخلاص،
من هذا العدو،
الذي أصبح قدرا محتوما،
 لا مفر منه.
فأي عون يمكننا،
أن نقدمه لغزة المحاصرة؟
عذراً يا أهلنا في غزة!!!
فنحن نعيش حياتكم، 
لكنها بلا كرامة!
نعيش السيادة زوراً، 
نستعرض جيوشا،
مدججين بأنواع،
الأسلحة النارية...
يقتلوننا نيابة،
عن من يقتلكم.
جيوشنا لا تظنونها لكم 
سندا،
احذروها،
فهي العدو...
فلا عون منها،
فنحن نعوي ألما شديدا ،
من بنادقها.!
نعيش الألم،
مما أصابكم،
من التنكيل!
غزة بالدماء 
أغرقت .
ربما نعجز عن القتال،
ربما لا يمكننا دخول ميدان النزال ،
لكننا سنجاهد بالدعاء ،
دوما وأبدأ،
حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا.
سنمتنع عن دعم الأعداء،
ومن يناصرهم، 
فلا حاجة لنا بمنتجاتهم،
وأسواقهم،
سنجاهدهم،
بالتضرع إلى السماء، 
تنزل عليهم،
بحجارة من سجيّل،
تكون لهم وقود،
تحرقهم.
فما دمنا متشرذمون ،
فلا نصر ولا خلاص،
بينما نملك السلاح
لكننا لانصل إليه ،
من كثرت الكلاب 
الحارسة.
فهل يصل إلينا طوفان،
تحيا به نفوس ،
قد ماتت،
من الوهن...
فصار في نفوسنا،
المستحيل،
التغلب على العدوان ،
لكن هناك،
شعب الجبارين،
الذي أوجد هم،
الله.
تموت على أيديهم 
نفوس  الظلمة،
فلسطين أرض مقدسة،
أرض الأنبياء والمرسلين، 
تعرضت لأشد الجرائم،
وأكثرها بشاعة،
 على مر التاريخ.
لكنها باقية، تقاوم!
واليوم جناحها الأبي 
يراد كسره،
لكنها
غزة الأبية،
التي تعاني،
 من الدمار والبطالة،
 والفقر والفقد،
 والموت بكل لحظة، 
تريد العيش،
 بحرية وكرامة.
 نصرة أهلنا في،
 غزة هي نصرة،
للحق والعدل،
هي نصرة للمقدسات،
نصرة للدين،
للحق وكلمة الحق...
"ولينصرن الله من ينصره" ...
فاليوم يوم الملحمة
لا رأفة بالمجرمين ،
القتله،
ففي جعابنا
السهام والرماح،
و البارود ،
أكياس محرقة.
هناك غزة والاقصى كلهم ،
جريح،
كل ذلك النزف والجرح ،
من أجلنا،
دماء أطفال غزة ،
كل يوم تجري،
الأشلاء،
والجثامين،
تحت ركام الأبنية،
والأحياء المدمرة،
فأصبح المشهد
عاديا، 
يراه الصغير والكبير ....
غزة تسبح في الدماء 
غزة قارب أحمر،
شبيه، 
بسفينة نوح!
يحمل ثلة قليلة،
من الأحياء،
من عالم الأموات ...