الظلم والكذب لا يدومان... يا مليشيات الضلالة
كم هو مخزٍ أن نرى من يدّعون الإسلام وهم أبعد الناس عنه، يتاجرون بالدين، ويتخذونه ستارًا لارتكاب أبشع الجرائم في حق الأرض والإنسان والكرامة. مليشيات الضلالة هذه، لم تكتفِ باجتياح الجنوب العربي، بل دمرت كل جميل فيه، ونهبت خيراته، واستباحت مقدساته، وهتكت كرامة شعبه الأصيل.
باسم الدين قتلوا، وباسم الجهاد دمروا، وباسم العقيدة استباحوا، وهم لا يفقهون من الإسلام شيئًا، فديننا الحنيف بريء من أفعالهم، كما يبرأ الماء الزلال من الدنس.
رأينا منهم العجائب، وجهاً مشوهًا للإنسانية... عباءات الشعوذة، وتمائم الطلاسم، ومفاتيح الجنة المزعومة، وأصواتهم التي تسبقها الزعيق وتلحقها النتانة. يمشون في الأرض فسادًا، ويتخبطون في ظلمات الجهل والتخلف والخرافة. نعم، إنهم من أكلة الزواحف البرية، وعبدة القبور، وسدنة الطيش والضلال.
هؤلاء ليسوا سوى أقنعة لمشاريع قذرة تحمل أسماء شتى: داعش، القاعدة، أنصار الله، حزب البسوس، وجميعها تصب في مستنقع واحد: استعباد الشعوب، وتكريس الجهل، وقتل الأمل.
لكن هيهات... فإن شعب الجنوب العربي قد صحا، ووعى، ولن يُخدع مرة أخرى. يعرف شعبنا العظيم أن هذه المليشيات ما هي إلا أدوات رخيصة لمخططات خارجية مريضة، تحركها أيدٍ مأجورة وعقول مظلمة.
نقولها لكم اليوم وبكل وضوح: الظلم والكذب لا يدومان. وها هو الجنوب العربي ينهض من بين الركام، يُعيد بناء ذاته، ويرسم ملامح فجر جديد، خالٍ منكم ومن ظلالكم النتنة.
وإلى يوم الحساب، لكم الخزي والعار... ولشعب الجنوب المجد والانتصار.
قد تظنون أنكم بطغيانكم ستُرهبوننا، وأن صراخكم وعنترياتكم ستُخيفنا... لكن خاب ظنكم، وسقطت أقنعتكم. أنتم لستم إلا شرذمة من الحاقدين، غرباء على الأرض، دخيلون على القيم، قتلة للتاريخ، وعار على كل ما تبقى من شرف في هذا العالم.
نحن أبناء الجنوب العربي... الأرض التي لا تنحني، والتاريخ الذي لا يُمحى، والكرامة التي لا تُشترى. نحن جذور عميقة في هذه الأرض، وأنتم فقاعات ستذوب مع أول شمس للحق.
أيها المتلبسون بثياب الدين، اخلعوا أقنعتكم، فقد سقط القناع، وانكشفت وجوهكم النتنة التي تفوح منها رائحة الدم والنهب والخيانة. لقد دنستم المساجد، ومزقتم المصاحف، وقتلتم المصلين، وادّعيتم الطهر وأنتم أهل رجس، وبئس ما تصنعون.
كل طلقة أطلقتموها علينا، ستعود إليكم كالرعد.
كل مسجد دمرتموه، سنبنيه ألف مرة وأجمل.
كل طفل قتلتموه، سيعود لنا بجيش من الأحرار.
أنتم إلى زوال... وأنتم إلى مزبلة التاريخ، فقد انتهى زمن الصمت، وبدأ زمن الحساب.
وسنظل نصرخ في وجوهكم:
لن تمروا... لن تحكموا... لن تقتلوا الروح فينا.
الجنوب حيّ، والجنوب واعٍ، والجنوب قادم.
ولتسمعها مليشيات الضلالة في كل جحر:
سنقتلعكم من جذوركم كما تُقتلع الأشواك من جسد الأرض، ولن تبقى لكم راية تُرفع، ولا كلمة تُسمع.