في ذكرى التحرير.. القائد حسن عبيد عردة في طليعة من تصدّوا للقوى الظلامية والإرهاب وكتبوا أولى سطور المجد.
مع حلول الذكرى السنوية التاسعة لتحرير مدينة المكلا في 24 أبريل 2016م، يستعيد أبناء حضرموت والجنوب عامة مشاهد البطولة والنصر على الجماعات الإرهابية، وهي المناسبة التي مثّلت تحولاً مفصلياً في مسار استعادة الأمن والاستقرار في الجنوب. وبينما تُرفع رايات الفخر في هذه الذكرى، يعود الحديث عن أولئك الرجال الذين خطّوا سطور النصر بدمائهم ومواقفهم الشجاعة، وفي مقدمتهم القائد حسن عبيد سعيد عردة، الذي كان له دور بارز في المعركة ضد الإرهاب في حضرموت.
القائد حسن عبيد عردة لم يكن وافداً جديداً على ميادين النضال، بل كان من أوائل الذين لبّوا نداء الجنوب منذ بدايات الحراك السلمي الجنوبي، حيث أسهم في تأسيس جمعية المتقاعدين العسكريين في عام 2007، وشارك بفعالية في المسيرات والفعاليات التي عمّت الجنوب مطالبة بالحقوق والكرامة. ومع تصاعد الأحداث وتحول الحراك من سلمي إلى مواجهة مفتوحة مع المليشيات الحوثية، انتقل القائد إلى مرحلة الكفاح المسلح، وكان أحد أبرز المقاتلين في جبهات الضالع والعند.
وبعد أن وضعت المقاومة الجنوبية بصمتها في جبهات القتال في لحج والضالع، ومع تنامي التهديدات الأمنية في مناطق أخرى من الجنوب، برزت الحاجة إلى التوجه نحو حضرموت، التي كانت آنذاك ترزح تحت قبضة الجماعات الإرهابية. وفي ضوء تلك التطورات، وقع الاختيار على القائد حسن عبيد عردة لتولي هذه المهمة، نظراً لسجله الحافل بالشجاعة والانضباط، ولخبرته القتالية ودوره البارز في تحرير مناطق عدة. فتم تكليفه بقيادة نخبة من عناصر المقاومة الجنوبية للمشاركة في المعركة الفاصلة التي انتهت بتحرير مدينة المكلا في 24 أبريل 2016م. وفي هذه اللحظة المفصلية، لم يقتصر دوره على القتال فقط، بل كان من أوائل من ساهموا في تأسيس لواء عسكري نظامي لحماية المناطق المحررة، وهو "لواء الشهيد عمر بارشيد"، الذي تولى قيادته في مراحله الأولى.
خاض اللواء بقيادته معارك تطهير وادي المسيني من أوكار التنظيمات الإرهابية، وساهم في إعادة بسط سيطرة الدولة على المناطق الغربية من ساحل حضرموت، في وقت كانت فيه تلك المناطق تعاني من الانفلات والخوف. لم يكن التحدي سهلاً، لكن القائد أدار المهمة بحنكة وخبرة، مما ساعد في تثبيت الأمن وإعادة الحياة تدريجياً إلى تلك المناطق.
رغم هذا التاريخ الطويل والمشرّف، فإن الوفاء لهذه الهامة القيادية ما زال دون المستوى، ولم يحظَ القائد حسن عبيد عردة بالتكريم الذي يليق بحجم تضحياته ومواقفه الوطنية. ولهذا فإن من واجب القيادة العليا للمجلس الانتقالي الجنوبي أن تلتفت إلى هذه الرموز، وتمنحهم ما يستحقونه من عرفان وتقدير في سجل الوفاء الوطني.