لأن الحق لا يُغيّب والصادق لا يُنكر... لابد أن نُعيد ترتيب الصورة ونضع النقاط على الحروف

عندما تحدث اللواء الركن أحمد سعيد بن بريك، عن "إسقاط أي ذريعة لتدويل قضية حضرموت"  لم يكن يقف ضد مطالب أبناء حضرموت، بل كان يدق ناقوس الحذر من استغلال قضية حضرموت من قبل أطراف خارجية تسعى لتفتيت وحدة القرار الحضرمي وتحويله إلى ورقة صراع دولي. 

فمن حضر إلى حضرموت وهو يُعاني من ظروف صحية صعبة، لا يمكن أن تكون نواياه إلا صادقة ... اللواء بن بريك أتى إلى حضرموت رغم معاناته من الغسيل الكلوي، أتى وترك سرير علاجه؛ لأنه لا يستطيع أن يرى الصف الحضرمي ممزقاً دون أن يمد يده لتوحيده. 

جاء حباً لا تسلطاً  ،  ووفاءً لا مصلحة ،  جاء ليقول لنا جميعاً:  "حضرموت أولاً" ...  جاء ليلم الشمل ويكسر حاجز الخلاف، ويجمع الكلمة ويجعل من حضرموت قضية واحدة، لا قضية مشتتة يتقاذفها هذا وذاك. 

من يشكك في نواياه فلينظر إلى أفعاله: 

دعوته الصادقة للشيخ عمرو بن حبريش لحضور العرض العسكري للنخبة الحضرمية، واحترامه لمكانته ودوره في تحرير ساحل حضرموت حتى وإن اختلفت المواقف. 

لقاءه بقيادات حزب الإصلاح رغم الخصومة السياسية المعروفة؛ لأن حضرموت أكبر من الخلافات وأسمى من الحسابات الضيقة. 

كفانا مزايدات كفانا تشكيكاً ... حضرموت تحتاج رجال دولة، لا أبواق تشويه. 

وبن بريك في كل موقف يُثبت أنه ابن حضرموت البار الذي ماباعها ولا غاب عنها حتى في أصعب ظروفه الصحية.