رسائل الاحتفاء بذكرى التحرير
تنوعت حضرموت في احتفائها ، بالذكرى التاسعة للعملية العسكرية البطولية التي أسفرت عن تحرير ساحل حضرموت من قبضة قوى التطرف والإرهاب، واتسمت هذا العام بفعاليات عسكرية و شعبية، و الأبرز في ذلك الاحتفاء الذي اقامه حلف قبائل حضرموت في مدينة غيل بن يمين لما لهذه المدينة من رمزية نضالية، وبوصفها منطق عملية التحرير، و جسدت هذه الفعالية الوفاء لشهداء هذه المدينة الباسلة وملحمة التحرير ، ليوجه بذلك - الحلف - رسالة فخر واعتزاز بهذه التضحيات الجسمية وانتصار 24 ابريل وصنّاعه وتأكيد على تمسكه بالأرض والكرامة واستقلال القرار السياسي.
وقد شهدت مظاهر الأحتفاء الحضرمي بذكرى التحرير حضورًا لافتًا من أطياف المجتمع ونخبة من المشايخ والوجهاء والشخصيات الاجتماعية والسياسية ، إلى جانب قادة عسكريين وأمنيين، في مشهد يعكس التلاحم الشعبي والقبلي حول المشروع الوطني الجامع .. فمنذ تأسيسه في العام 2013، مثّل حلف قبائل حضرموت إطارًا شعبيًا وقبليًا يهدف إلى تحقيق شراكة عادلة في السلطة والثروة، وتمكين الحضارم من إدارة شؤونهم بأنفسهم بعيدًا عن الوصاية أو التبعية، وخلال الأشهر الماضية، صعّد الحلف من مطالبه، وتصدر الحراك المجتمعي الواسع ، كما لبى دعوات أبناء حضرموت بتحقيق «الحكم الذاتي» وتبناه..
كل المؤشرات تفيد بأن حضرموت تمضي بخطى ثابتة نحو انتزاع حقها المشروع في المطالب المستحقة التي تبناها منذ أشهر حلف قبائل حضرموت ومؤتمر حضرموت الجامع ، و بما يضمن لأبنائها التمثيل العادل، وتلبية احتياجاتهم التنموية والخدمية، بعيدًا عن تدخلات القوى المتصارعة على المشهد اليمني، وهذا ما عكسته بجلاء فعاليات إحياء ذكرى التحرير، والرسائل السياسية الواضحة، التي تؤكد بأن حضرموت عازمة على رسم مستقبلها بإرادة أهلها، دون إملاءات أو وصاية.