رسالة دكتوراه بعنوان  .. "الإستراتيجية المقترحة لمواجهة تداعيات الحروب الصامتة على الأمن القومي العربي"

في يوم 28 يوليو 2025 دافع معالي وزير الدفاع الفريق الركن محسن محمد الداعري على رسالة الدكتوراه الموسومة بالعنوان أعلاه بحصور عدد كبير من الشخصيات السياسية والديبلوماسية والعسكرية اليمنية والمصرية في أكاديمية ناصر العسكرية العليا.الأكاديمية العسكرية الأولى في الوطن العربي وافريقيا التي أصبحت مثالا يحتذى به في تأسيس الأكاديميات العسكرية في الوطن العربي وقارة  افريقيا وكثير من بلدان العالم النامي.التسمية وحدها تعيدك الى زمن المجد القومي الذي نهض فيهةالعالم النامي في سبيل التحرر من ربقة الإستعمار الأجنبي.تذكرك بأحد زعماء العالم الثالث وبل بثلاثي من كبار الزعماء في هذا العالم مؤسسي حركة الإنحياز ناصر وتيتو ونهرو.
الموضوع في زمن التراجع العروبي لا يذكرك بأيام نهضة بل يدعو ليقضة عربية تتبعها نهضة عربية موحدة في وسط هذا العالم المتوحش،ما لم فمستنقعات التردي في الإنتظار.
تذكر بأن هناك معاهدة دفاع عربية تدعى بمعادة الدفاع العربي والتعاون الإقتصادي،هذا الربط الذكي بين الدفاع المشترك والتعاون الإقتصادي لا شك يشمل بل ويجب أن يشمل مواجهة تداعيات الحروب الصامتة التي تعتبر حروب غير تقليدية وهي عبارة عن خوض صراعات مختلفة عن التقليدية المعلنة.غالبا ما تكون خفية تدار من قبل المتصارعين دون إعلان رسمي أدواتها وميادينها السياسة والإعلام والإقتصاد والحروب النفسية والإلكترونية والسيبرانية ولا تستثني حتى البيئية وكلما يتمكن الخصم إستخدامه من وسائل الدمار الصامتة التي يطلق عليها البعض سلمية وهي من السلم بعيد بهدف  تحقيق أهداف إستراتيجية.
تاتي الرسالة في وقت يستخدم فيهة العد الصهيوني الحربين معا ضد الشعب الفلسطيني فبالإضافة الى وسائل الدمار الغاشمة يستخدم التجويع وهو أعلى أساليب ووسائل الحرب الصامتة فعسى أن تشكل رمي حجر من نافذة العلم في المياه الراكدة عربيا واسلاميا أعني بذلك الرسمي.
تأتي وبلادنا تعاني من خوض الحربين معا التقليدية والصامتة معا لعشر سنوات أكلت الأخضر واليابس فإنهيار العملة واحدة من أخبث وأخطر وسائل الحروب الصامتة فإلى أين وصلت عملتنا من الإنهيار غير المسبوق والى أي قعر تهوي  ؟ وبنفس الوقت إرتفاع الأسعار وانعدام الخدمات ومعها الأعمال، هذه المجالات هي من أخطر أهداف الحرب الصامتة. حتى أصبح الشارع يغلي  في المناطق المحررة وما حصل بالأمس في حضرموت الا مثالا ولن أقول بداية هذه المجالات هي من أخطر أهداف الحروب الصامتة التيةيخوضها الخصم وأحيانا بفعل الفساد وعوامل أخرى في الداخل تساعد على انضاج أهداف العدو.
الرسالة شملت الساحة العربية لهذا أقترح على الجامعة العربية الموقرة على طريق اعتماد الأبحاث العلمية والدراسات الإستراتيجية أسلوبا لإتخاذ القرارات وبما أن هذه الرسالة علمية ومن وزير دفاع عربي وبإشراف علماء كبار من مصر العروبة وفي أرض الكنانة ومن أكاديمية عريقة وذات وزن عربي وعالمي كبير أرى أن تقف الجهات المختصة أمام هذه الرسالة الهامة لتكن واحدة من الأبحاث التي تعتمد عليها في مواجهة أبعاد الحروب الصامتة وأثرها على الأمن القومي العربي ومثلها المؤتمرات السنوية والطارئة التي تعقد لدراسة الأمن القومي العربي.جربوا وفقكم المولى.
محليا فلتكن المناطق المحررة ميدانا عمليا لمواجهة تداعيات هذه الحرب اللعينة المعلنة التي تسمى صامتة.
لهذا أقترح أن يتم وضع خطة تنفيذية لمحتوى الرسالة من قبل مجلس القيادة الرئاسي والحكومة لمواجهة تداعياتها السلبية الكبيرة بدء من مواجهة انهيار العملة على أن تشمل تثوير الشارع بالشكل الإيجابي ضد الـ 147مؤسسة التي لا تورد إيراداتها الى البنك المركزي ومعها مكافحة الفساد على إعتبار ذلك جزءا مهما من تحميل جماهير الشعب بل اتحاة الفرصة للجماهير في أداء مسؤلياتها بإيجابية في مواجهة تداعيات هذه الحرب الخبيثة اذا ما علمنا أن التثوير السلبي للجماهير هو أحد أساليب وأهداف الحروب الصامتة من قبل الخصوم.
ختاما تحية وألف تحية لمعالي الأخ وزير الدفاع الفريق الركن دكتور محسن محمد الداعري على اختياره الموضوع المُلِح الذي لا يتطلب ذهنية استراتيجية حادة فحسب بل وجرأة فائقة والذي يحمل بنفس الوقت في طياته بشارات الإهتمام  بمجال البحث العلمي والدراسات الإستراتيحية على إعتباره واحدا من أهم سبل تحقيق النصر في الحروب التقليدية والصامتة بشكل خاص ونهوض الشعوب بشكل عام   مع أجمل التهاني بمناسبة النجاح ونيله درجة الدكتوراه بجدارة.
اللواء الركن 
               علي ناجي عبيد 

عدن
 29 يوليو 2025