المعركة الجمهورية الفاصلة تلوح في الأفق...مؤشرات تصاعدية من قلب اليمن والمنطقة
من خلال تسارع الأحداث السياسية والعسكرية الداخلية والإقليمية، تبدو ملامح المرحلة المقبلة في اليمن وكأنها تسير نحو مواجهة فاصلة بين القوات الحكومية وميليشيات الحوثي الانقلابية. فالتطورات الأخيرة تشير إلى أن معركة استعادة الدولة باتت أقرب من أي وقت مضى، وأن لحظة الحسم قد اقتربت، وهذا ما تأكدة المؤشرات الأولية والمعطيات الميدانية.
فما تشهدة العديد من المناطق والمحافظات المحررة وخاصة مديريات الساحل الغربي التابعة لمحافظتي تعز والحديدة من مناورات وتدريبات عسكرية وتجهيزات قتالية، والتموضع في الأماكن الهامة والاستراتيجية، يعكس الاستعداد الواضح لخوض القوات الحكومية معركة كبرى تهدف لتحرير الحديدة وكافة المناطق والمحافظات المغتصبة واستعادة السيطرة على العاصمة صنعاء، وإنهاء الانقلاب الذي دام لسنوات دامية.
كما أن الدعم الإقليمي والدولي للحكومة الشرعية، عاد ليتجلى بشكل أكثر فاعلية خلال الفترة الأخيرة، سواء من خلال الغارات الأمريكية ضد أهداف حوثية استراتيجية، أو عبر الدعم اللوجستي والعسكري للقوات الحكومية. كما أن الموقف الدولي بات أكثر وضوحاً تجاه خطر المليشيات الحوثية، خصوصاً بعد تورطهم المتكرر في تهديد الملاحة الدولية في البحر الأحمر وباب المندب.
ومن جهة أخرى، فإن الأحداث الإقليمية المتلاحقة والضربات العسكرية الموجعة لوكلاء طهران في المنطقة، تجعل من معركة اليمن ساحة محتملة لتحولات كبرى. فالميليشيات الحوثية، كذراع إيراني في الجزيرة العربية، تُعد من أولويات الدول الإقليمية والدولية لتحجيم نفوذ طهران.
اليوم يعيش الشارع اليمني، الذي أنهكته الحرب والانهيار الاقتصادي، حالة من الترقب، ويعلق آماله على اقتراب نهاية الانقلاب وبداية استعادة الدولة والجمهورية. فالمعركة الفاصلة إن وقعت، ستكون تتويجاً لنضال طويل خاضته المقاومة الوطنية والجيش الوطني في مواجهة مشروع طائفي دخيل يسعى لفرض أمر واقع بقوة السلاح.
في ضوء هذه المعطيات، تبدوا مؤشرات اقتراب المعركة الجمهورية أكثر وضوحاً، ويبدو أن اليمن يتجه نحو مرحلة جديدة عنوانها الحسم لا التهدئة، واستعادة الدولة لا تقاسم النفوذ. وإذا ما استمرت هذه الديناميكية، فإن العام الحالي قد يشهد نقطة تحول مفصلية في مسار الأزمة اليمنية.