خياران لقيادة الشرعية لا ثالث لهما .. استغلال الظروف الراهنة أو مغادرة السلطة
تمر اليمن اليوم بمرحلة حاسمة في تاريخها السياسي والعسكري، وسط تغيرات داخلية وإقليمية ودولية تُعد نادرة في تكرارها وفرصها. هذه اللحظة التاريخية تفرض على القيادة الشرعية مسؤولية مضاعفة، إذ لم يعد هناك متسع للتردد أو الوقوف في موقع المتفرج، بينما تزداد معاناة المواطنين تحت سلطة المليشيات الحوثية الانقلابية التي لا تزال تسيطر على عدد من المحافظات الحيوية في البلاد.
لقد وغرت التطورات الإقليمية الأخيرة، من إعادة ترتيب التحالفات إلى التغير في أولويات القوى الدولية، بيئة مناسبة لإعادة الزخم إلى القضية اليمنية من بابها العسكري والسياسي. كما أن الاستياء الشعبي المتصاعد في المناطق الواقعة تحت سيطرة الحوثيين، يشكل فرصة ثمينة للقيادة الشرعية لتحريك جبهة التحرير، والبناء على هذا السخط المحلي لدفع مشروع استعادة الدولة.
وعلى ضوء هذه المعطيات، لم يعد مقبولاً الاكتفاء بالإدانات أو الخطابات، بل بات من الضروري اتخاذ خطوات ملموسة تبدأ بتحريك عملية عسكرية برية شاملة ومنظمة، تهدف إلى استعادة ما تبقى من المحافظات اليمنية المختطفة من قبل المليشيات، بدعم فاعل من الحلفاء الإقليميين، والدوليين، وتخطيط استراتيجي طويل النفس.
إن استمرار الجمود الحالي لن يؤدي سوى إلى تقوية المليشيات الحوثية وترسيخ وجودها، مما يُفقد الشرعية ما تبقّى من رصيدها السياسي والشعبي. وبالتالي، فإن القيادة الشرعية اليوم أمام خيارين لا ثالث لهما: إما استغلال اللحظة التاريخية بكل ما تحمله من فرص، والمضي نحو التحرير الكامل، أو القبول بالفشل ومغادرة السلطة لصالح من يستطيع حمل راية الدولة اليمنية والدفاع عن سيادتها ووحدة ترابها.
لقد آن الأوان للتحرك، فالوطن لا ينتظر، والشعب لا يغفر لمن تخلّى عن مسؤوليته في لحظة اختبار حقيقي.