مراد جوبح.. اليد التي تُشعل الجبال مشاريع وتوقظ الصمت تنمية

في لحج، حيث تتناثر القرى بين أخاديد الجبال، ويُولد الأمل من رحم القسوة، تنهض مديرية المضاربة ورأس العارة كصرح يتحدى الجمود، وتمضي نحو مرافئ النهوض بقائد لا يهاب التحدي، ولا يعرف المراوغة أمام مسؤولياته..إنه مراد سيف جوبح... رجل المرحلة وصانع التحولات الكبرى.

في زيارة تفتيشية، لكنها في مضمونها أعمق ، حل المدير العام ضيفًا ميدانيا على مركز بلال بن رباح الامتحاني في التربة، لم يأت مرتديًا عباءة الرسميات الباردة، بل حضر بعين الراعي، وبقلب القائد، يتابع عن كثب مشهد الامتحانات الوزارية، ويقرأ ملامح المستقبل في وجوه طلاب يسابقون الزمن ليغرسوا بذور غد مختلف.

لكن المدير العام لا يكتفي بالمرور العابر، فخطاه لا تتوقف عند بوابة مركز، بل تمتد إلى ما هو أبعد وأعمق، لقد توجه مباشرة إلى قمة جبل الجعيشوان، حيث يُقام برج الاتصالات التابع ليمن موبايل، مشروع استراتيجي يعد نصرًا تقنيا ومكسبا سياديا في منطقة كانت، حتى وقت قريب، خارج نطاق التغطية، ليس فقط في الاتصالات، بل في أجندة التنمية الوطنية.

هذا البرج ليس حجرًا إسمنتيًا على مرتفع صخري، بل رمز لصعود الإرادة فوق المستحيل. هو واحد من مشاريع جسورة، تتوزع في خارطة المديرية كأنها شرايين حياة: طرقات تُعبد، خزانات تُنشأ، مدارس ترمم، مراكز صحية تؤهل، وآبار تحفر في عمق المعاناة.. كل مشروع يشيد، يكتب عليه توقيع هذا الرجل الذي حول الإدارة إلى فعل، والفعل إلى إنجاز، والإنجاز إلى أثر خالد.

إن مراد جوبح لا يمارس العمل الإداري من خلف المكاتب، ولا يلقي التعليمات عبر أوراق باردة. إنه ينزل إلى الميدان، يسير في تضاريس الجبال، يلامس نبض الناس، ويتحدى الواقع بصمت المنتصرين، قيادته ليست صدىً للقرارات المركزية، بل صرخة تغيير تنبع من عمق الوجدان المحلي ؛وحدهم الرجال الذين يحملون في أعينهم بريق العزم، وفي صدورهم جذوة الانتماء، يصنعون الفرق، وها هو مراد جوبح ينقش اسمه على صفحات الإنجاز بحروف من نار ونور، لا تذوب ولا تنطفئ.

ما نشاهده اليوم في مديرية المضاربة ورأس العارة ليس ضربة حظ، ولا منحة موسمية ،بل هو تحول استراتيجي تشهده الأرض، ويشعر به الإنسان، وترويه الجبال. مضاربة الأمس لم تكن كما هي اليوم، واليوم ليس كما سيكون غدًا...لأن بين الماضي والمستقبل رجل اسمه مراد جوبح ،من التربة إلى الجعيشوان، من مقاعد الامتحانات إلى أبراج الاتصالات، من عبق الطباشير إلى صلابة الحديد... تمضي قافلة التنمية بقيادة فارسها، لا تتوقف، لا تتراجع، لا تلتفت...لأن القادة الكبار لا يسيرون على خطى الآخرين، بل يصنعون الطريق.