فلنفكر بهدوء.. من يستحق أن نمضي معه نحو الدولة؟ 

اليوم نحن بحاجة نوقف لحظة ونسأل أنفسنا بصدق. إلى متى سيظل هذا التشتت؟ الله سبحانه وتعالى أعطانا فرصه لا تتكرر كثيرا قيادة جماعية غير العالم مكونة من ثمانية رجال في المجلس الرئاسي، كل واحد منهم يمتلك تجربة، خلفية، وعقليات مختلفة، لكن نحن، الشعب، لا زلنا منقسمين. هذا حزبي، هذا إصلاحي، هذا سلفي، هذا مؤتمر، هذا جنوبي، وهذا شمالي.
لكن تعالوا نترك كل هذه التسميات ونسأل أنفسنا مجموعة أسئلة ونحاول نجاوب عليها بصراحة، مش بالعاطفة، مش بالتعصب، بل بالعقل والمنطق.

-هل تريد الخلاص من هذه الحرب؟
أكيد نعم ما أحد مرتاح، ولا أحد ربح من استمرارها غير تجار الدم.

-هل تريد أن تكون لدينا دولة قوية؟  
أكيد نعم. دولة تحمينا، تحاسب الفاسد، وتحترم المواطن.

-هل الأحزاب سبب رئيسي في الخراب؟  
نعم، لما تحولت من أدوات تنظيم إلى أدوات صراع وتقاسم نفوذ.

-هل أنت مستعد تقف مع أي شخص يعمل لوطنك؟  
نعم، ما يهم اسمه ولا انتماءه، المهم فعله.

-هل تستطيع تمييز من يعمل بنظام واحترام للقانون في مناطق الشرعيه؟  
أكيد، كلنا نعرف، بس مرات نتجاهل.

-هل تستطيع معرفة في مناطق الشرعية من يوحد الناس بدل ما يفرقهم؟  
نعم، والواقع يشهد لكل من يجمع.

-هل كل الأطراف مدعومة خارجيا؟ 
نعم، بس هناك فرق من يوصله للشعب ومن يستغله لمصلحته

-هل تستطيع معرفة من يحظى بتوافق داخلي وخارجي؟  
أكيد، وهذا أهم معيار نحتاج ننتبه له.

-هل اللي يحرضك على كراهية غيره هدفه مصلحة البلد؟ 
غالبا لا، هدفه يكسبك كأداة، مش كشريك في الوطن.

-هل الحرب عرت كل الأقنعة؟  
نعم، وبات واضح من يضحي، ومن يتاجر بالشعارات.

إذن، لماذا لا نلتف حول المشروع الوطني الواضح، المشروع الذي بدأ بالتحرير ثم انتقل إلى التنظيم، الذي يقدم نموذج دولة، مش ميليشيا؟  
لماذا لا نمنح الثقة لمن أثبت في الميدان، وفي التنظيم، وفي السياسة، أنه الأكثر انضباطا والأقل عنفا وأشد حرصا على عدم تفكيك المجتمع؟
الحديث هنا واضح، لا دعاية ولا تملق، بل دعوة للتفكير بعمق وصدق: 
نعم الكل ضحى والكل قاتل والكل قدم شهداء وجرحى لكن بصدق
من الذي منذ سنوات يقاتل بصمت، ينظم، يؤسس، لا يدخل في صراعات عبثية، ويحاول أن يكون جسرا بين كل الأطراف؟  
من الذي نسمع منه خطاب الدولة وليس خطاب الفوضى؟  
من الذي عندما تسمع منه، لا تشعر أنه يحرض على أخوك، بل يدعوك لبناء وطنك؟
إذا كنت عرفت الإجابة، فقلها بثقة:  
نحن مع المشروع الذي يجمع، لا يفرق. مع من يعمل بجد، لا يصرخ بالشعارات. مع من يريد دولة، لا مزرعة وخرجنا إلى طريق.

كفاية تجريب و آن الأوان نقف خلف مشروع واضح، مشروع الدولة اليمنية الحديثة ونبدأ نكتب صفحة جديدة، اسمها: يمن المستقبل