الضالع بين العزل والاتهام.. من يعرقل فتح الطريق بين تجاهل إنساني وتهميش اقتصادي ولماذا؟

في زمن تتعالى فيه الدعوات لفتح الطرق وتخفيف معاناة الناس، تبقى الضالع رهينة طريق مغلق،من قبل الحوثي ومعزولة عن حقها الطبيعي في الحياة والتنقل والعمل.
طريق اختُطف لأسباب سياسية، وتحوّل إلى وسيلة ضغط وعقاب جماعي ضد محافظة قدّمت التضحيات، وثبّتت أقدام الدولة في أقسى اللحظات.

من يعرقل فتح طريق الضالع ؟

بات واضحًا أن هناك طرفين رئيسيين يتحملان مسؤولية استمرار هذا الحصار:

ذرائع واهية… وتمييز واضح

تبريرات الإغلاق: لطريق الضالع اكثر ما نسمعه اليوم ومن سابق 

"دخول الحوثي"

"والوفاء لدماء الشهداء"

وكأن الضالع فقط من  تقدم شهداء؟!

السؤال:
أليست طرق مثل يافع – البيضاء أو الصبيحة – تعز مليئة بالشهداء أيضًا؟ فلماذا تُفتح وتُنشّط فيها التجارة بينما تُمنع الضالع؟بحجه واهيه وتعبئه خاطئه 

الإجابة: القرار سياسي – اقتصادي بحت، يخدم جماعات معينة، ويعاقب الضالع بحرمانها من النشاط التجاري

المفارقة أن الطرق الأخرى مثل:

يافع – البيضاء

الصبيحة – تعز

كلها شهدت دماءً وتضحيات وشهداء ، لكنها طرقهم مفتوحة وتعمل فيها التجارة والتنقل والإغاثة بشكل طبيعي.

فلماذا الضالع فقط تُمنع؟

الجواب: لأن القرار سياسي بامتياز، ويتعلق بـ تحجيم دور الضالع وإفقادها وزنها الاستراتيجي، لصالح منتفعين من خارجها.

الضالع اصبحت  مدينة مشلولة… بفعل قرار سياسي 
إغلاق الطريق لم يؤثر فقط على حركة المرور، بل حوّل الضالع إلى مدينة بلا حياة:

لا مطاعم
لا فنادق
لا ورش
لا شاحنات
لا أعمال ولا دخل
لا اقتصاد
وغيرها الكثير من المنافع المفقودة

والخاسر الوحيد؟
المواطن البسيط، التاجر الصغير، السائق، العاطل، الطالب، والمريض.

والمفارقة المؤلمة؟
طريق الضالع هو الأقصر، الأسهل، والأكثر أمنًا… ومع ذلك يُغلق عمدًا، بينما تُترك طرق وعرة وطويلة مفتوحة بلا مبرر

المقارنة بالأرقام: لمن الغلبة؟طريق الضالع هو الأفضل

1.طريق صنعاء – الضالع – عدن (الطريق الرسمي السابق والأفضل):
صنعاء → ذمار: 100 كم
ذمار → دمت: 90 كم
دمت → الضالع: 50 كم
الضالع → عدن: 100 كم
الإجمالي: 340 كم فقط
المدة: 6 – 7 ساعات
الطريق: معبّد وسلس

2.طريق صنعاء – البيضاء – يافع – عدن (الطريق البديل الوعر):

صنعاء → البيضاء: 200 كم
البيضاء → يافع: 130 كم
يافع → عدن: 130 – 140 كم
الإجمالي: 460 – 480 كم
المدة: 9 – 11 ساعة
الطريق: جبلي ومتعب

3.طريق عدن – لحج – تعز – صنعاء (الطريق الأطول):

عدن → لحج: 30 كم
لحج → تعز: 160 كم
تعز → صنعاء: 250 كم
الإجمالي: 440 كم
المدة: 8 – 10 ساعات

اذن من المسؤول؟

السؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح: من الذي يعرقل فتح طريق الضالع؟

الجواب بات واضحًا ومؤلمًا:

١-ميليشيا الحوثي:
تعلم أن فتح طريق الضالع – صنعاء سيُفقدها أحد أوراق الضغط، ويُنشّط الحركة الإنسانية والتجارية عبر خط استراتيجي.

٢-أطراف داخل الحكومة الشرعية وبعض القيادات الجنوبية:
تسعى، عن قصد أو جهل، إلى إبقاء الضالع مغلقة لخدمة مصالحها الخاصة، مستفيدة من تنشيط طرقها البديلة الوعرة.

هل يعلم البعض ما اهميه طريق الضالع 
أهمية طريق عدن – الضالع – صنعاء
1.أهمية اقتصادية
شريان تجاري رئيسي: الطريق يربط العاصمة المؤقتة عدن بالعاصمة صنعاء، مرورًا بمحافظة الضالع، وهو الخط الأسرع لنقل البضائع والخدمات بين الشمال والجنوب.

يخفض كلفة النقل: كونه أقصر وأسرع، يخفف من مصاريف النقل، وبالتالي يُقلل أسعار السلع والخدمات للمواطنين.

يعيد تنشيط الأسواق: فتح الطريق يُعيد الحركة التجارية بين التجار والموردين والمستهلكين في كل من عدن والضالع وصنعاء، ويحيي المشاريع الصغيرة والمتوسطة.

2.أهمية إنسانية

يسهّل تنقل المرضى والطلاب: الطريق المختصر والمعبد يوفّر الوقت والجهد على المرضى الذين يحتاجون للعلاج في عدن أو صنعاء، وكذلك الطلاب والموظفين.

3.أهمية أمنية واستراتيجية

طريق تحت سيطرة الدولة: يمر بمناطق تخضع لسيطرة الحكومة والجيش، ما يجعله أكثر أمانًا من الطرق الجبلية والوعرة التي تخترق مناطق نفوذ متداخلة.

موقعه مركزي: الضالع تقع في المنتصف بين عدن وصنعاء، وبالتالي فإن هذا الطريق يعزز سهوله الحركه  والتكامل الجغرافي بين الشمال والجنوب.

الخلاصة..

الضالع هي بوابة الإغاثة: يسهل وصول المساعدات الإنسانية من عدن إلى المحافظات الشمالية عبر ممر مباشر وآمن

طريق عدن – الضالع – صنعاء ليس مجرد شارع، بل:
شريان حياة اقتصادي
مسار إنساني آمن
رابط استراتيجي بين الشمال والجنوب

إغلاقه هو عقوبة جماعية ومحاصرة لمحافظة بأكملها، وفتحه هو قرار وطني ومسؤولية إنسانية.

تجاهل إنساني وتهميش اقتصادي
والسبب؟

طريق مغلق يخدم الحوثي أولاً، ويخدم المنتفعين من الطرق الأخرى ثانيًا.
رسالة إلى الجميع: افتحوا طريق الضالع… ودعوا الحياة تعود
ليس من المنطقي أن تظل الضالع رهينة قرارات سياسية للحوثي  وانتفاعات شخصية  على حساب إنسانية الناس ومعيشتهم.
إذا كانت الحجج الأمنية هي العائق، فليعلم الجميع:

أن الضالع قادرة على حماية الطريق
أن رجالها معروفون بصلابتهم، وقدرتهم على حماية محافظتهم
أبناء الضالع لا يطالبون بامتياز، بل بحقهم العادل في:
الحياة
العمل
الطريق المفتوح
العدالة بين المحافظات

الرسالة لكل من يهمه الأمر:

للحوثي: نعلم انك  المستفيد الأول من هذا الإغلاق، وحرمان أبناء الشمال من طريق الضالع 

ولبعض القيادات الجنوبية: دعوا الأنانية، وافتحوا الطريق، فالضالع ليست أقل من أي محافظة جنوبية أخرى طرقها مفتوحة 

للمنظمات والوسطاء: أين أنتم من هذا العزل القسري؟

كفى تهميشًا، كفى تخويفًا، كفى كذبًا.