أبين.. محافظة دمرت بالحرب من يجبر بيتها ؟  

قبل 14 سنة، أبين غرقت في حرب محد طلبها، حرب خلت الناس بين نارين، يا يقاتلوا أو يهربوا، واللي ما قدر يهرب صار رقم في قوائم الضحايا. أكثر من 50 شهيد راحوا في غارات أمريكية، وأكثر من 40 جريح بسبب ضربات الطيران اليمني. بيوت تكسرت، أسر تشردت،تعذيب بشع، والوجع لليوم مستمر، لا دولة جبرت ولا أحد سأل.  

نزوح قسري من طريق الحرور.. رحلة الهروب من الموت  

ما كان النزوح خيار، كان ضرورة للبقاء. طريق الحرور صار شاهد على آلاف العائلات اللي هربت من جحيم الحرب، تاركين ورّاهم بيوت تهدمت وأحلام ضاعت. الناس مشوا على طريق الحرور وهم ما يعرفوا إذا بيرجعوا يوم، أو إذا بيحصلوا مكان يأويهم.  

وين الدولة؟ الشباب ضايعين بين الموت والكلام الفاضي  

الإرهاب ما كان بس تفجيرات، كان فكرة لعبت بعقول الشباب، استغلت فقرهم وقهرهم، خلتهم يفكروا إن السلاح هو الحل الوحيد. كثير شباب انجرفوا للمعركة غصب عنهم، ما كان عندهم خيار، وأهلهم يدوروا لهم مخرج ولا حصلوا شيء.  

بعد كل هذا الخراب، هل أحد تحرك؟ هل أحد فكر يعوض الناس اللي فقدوا أهلهم وبيوتهم؟  

أبين ما تشتي وعود، تشتي مدارس بدل المخيمات، مشاريع بدل الشعارات، تشتي حياة حقيقية بدل الحروب اللي ما لها نهاية.  

رسالة للمجتمع الدولي المكافح للإرهاب: 

الإرهاب ما ينتهي بالسلاح وبس، ينتهي لما ترجع الحياة للناس، لما تبنى مدنهم، لما يحسوا أنهم مش مستهدفين في وطنهم.  

أهل أبين دفعوا ثمن غالي لحرب ما كان لهم يد فيها، وحان الوقت يرفع عنهم البلاء اللي سببته قوى تكفيرية وظفت الفقر واليأس لصالحها.  

يا حكومات، يا منظمات، إذا فعلاً تحاربوا الإرهاب، خلوا الجنوب جزء من الحل، مش ساحة للصراع. وأبين تستحق منا جبر بيتها .