عندما تتفوق الشعوب الغربية أخلاقيًا: دروس من التضامن مع غزة

بقلم: _منصور بلعيدي_

في مشهد مثير للإعجاب، تتجاوز الشعوب الغربية حدودها في التضامن مع الشعب الفلسطيني في غزة. 
مظاهرات واحتجاجات في مختلف أنحاء العالم الغربي، وخاصة في أمريكا وفرنسا، تظهر مستوى عالٍ من الوعي والالتزام بالقضايا الإنسانية. 
هذه التحركات الشعبية تتجاوز بكثير ما نراه في بعض الأحيان في الدول العربية.

بينما تتخذ الشعوب الغربية مواقف إنسانية واضحة، نجد أن الحكومات العربية غالبًا ما تتصرف كأدوات في أيدي القوى الغربية وإسرائيل. 
هذا التناقض يثير الكثير من التساؤلات حول دور الحكومات العربية في دعم القضايا الإنسانية والسيادية.

*مبادرة السفينة "مادلين"*
أحدث التطورات في هذا السياق هي مبادرة السفينة "مادلين"، التي تتجه نحو غزة حاملة مواد غذائية وإيوائية للشعب الغزاوي المحاصر. 
هذه المبادرة تتحدى الحصار الخانق الذي تفرضه إسرائيل على غزة، وتظهر عزيمة الشعوب الغربية على دعم الحقوق الإنسانية ، رغم محاولات التشويش من قبل السلطات الإسرائيلية، يبقى طاقم السفينة مصممًا على إكمال مهمته الإنسانية.

*دروس من التضامن الغربي*
هذه المواقف الإنسانية من قبل الشعوب الغربية، رغم كل الانتقادات التي قد تُوجه إليها، تثبت حقيقة مهمة: أن الإنسانية والضمير الحي لا يعرفان حدودًا جغرافية أو ثقافية. في وقت يبدو أن بعض الشعوب قد فقدت هذه القيم، نجد أن آخرين يتصدون لتحمل مسؤولياتهم الإنسانية.

ويبقى السؤال حول كيفية استلهام هذه الدروس وتعزيز التضامن العالمي. 
هل يمكن للحكومات العربية أن تتعلم من هذه النماذج وتعيد تقييم مواقفها تجاه القضايا الإنسانية؟ 
 الإجابة عن هذا السؤال قد تكون مفتاحًا لتحقيق التضامن الحقيقي والعمل الإنساني الفعال.