الجنوب دولة وليس وسيلة ..

من يتفحص أثره لن يخطو خطوة للأمام .
هكذا علمتنا الحياة ، كما علمتنا أيضاً أن الشعارات اناء مثقوب والاناء المثقوب لا يحمل قوتا .

سوف اتكلم بكل بساطة وشفافية مفرطة وساحكي القصة منذ البداية دون اي مقدمات ودون أي تعقيد ..

ففي 14 أكتوبر عام 1963 اندلعت الثورة تكبد فيها المواطن الكثير من الخسائر النفسية والمادية ناهيك عن قلة وشحة الامكانيات حيث كان لا يملك السلاح إلا قلة قليلة من الثوار والبعض الآخر يقاتل بالحجارة والعصي والفؤوس والحجن وأدوات الزراعة الأخرى ، فظلت الثورة أربعة أعوام حتى ( 30 ) من نوفمبر عام 1967 تحرر الجنوب كاملاً ، فصدق او لا تصدق ، في نفس يوم التحرير اورخت ثلاث خطوات : أولاً رحيل آخر جندي بريطاني من الجنوب ، ثانياً إعلان جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ثالثاً  وتنصيب قحطان الشعبي رئيساً للجمهورية ، ونحن بضع سنوات والجنوب قادم ...
لا تنذهل نعم في نفس اليوم ال 30 من نوفمبر 1967 
ثم بعد عامان بالأصح في 22 يونيو عام 1969 كانت الحركة التصحيحية أو بما تسمى ثورة العمال والفلاحين المهم انها اطاحت بالرئيس قحطان ، وفي نفس اليوم مباشرة ، نعم في نفس اليوم صدق اولا تصدق نصب الرفيق سالمين رئيساً للجمهورية ، معقول في نفس اليوم ، نعم معقول وصدق هذا ، ونحن لنا بضع سنوات ، الجنوب قادم ..

فالوطن لا يريد شعب بقدر ما يريد رجال دولة ، فمنذ عام 1969وحتى عام 1978 تمت الإطاحة بسالمين وقتله ونصب الرفيق عبدالفتاح اسماعيل الجوفي -الجوفي ياجماعة- رئيسا لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية في 21 ديسمبر عام 1978 وحتى 1980 سلم السلطة للرفاق حيث تم تنصيب الرئيس علي ناصر محمد في نفس اليوم واستمر حكمه حتى 13 يناير عام 1986 حيث تم الانقلاب عليه من قبل الرفاق ، والأهم من هذا أنه في ظل هذه الصراعات والانقلابات كانت الدولة قائمة في كل فترة ، لم نعلم تواني ولا تسويف ولا مطالبه باعتراف ولا تزكية يذهب رئيس يأتي رئيس ولا يضر الدولة شيء بل كانت بكل قوتها وهيبتها ومكانتها ..

المضمون والأهم فنحن منذ عام 2015 ونحن بلا دولة هذا فيما يخص الجمهورية اليمنية عامة وفيما يخص الجنوب خاصة منذ 2017 ونحن تحت شعار - الجنوب قادم - نعم بيدهم الجنوب ولكننا لم نراه وجل ما نسمعه وماهو بأيدينا شعارات وخطب ، بينما نحن مستحقون إعادته فنحن منذ 2008 منذ أيام الحراك الجنوبي نطالب ، ثورة ثورة يا جنوب ، وياجنوبي صحي النوم ، حتى صحينا وصرنا لا ننام بينما نام القادة ..

نعم لم نجد دولتنا ومن فوضناهم لم يجلبوا لنا دولة ولم نرى اي ملامح لها إلا إذا نلنا من القادة المفوضين أو القادة العسكريين نرى الدولة كما وأنها راسخة منذ ألف عام .

فأما وبعد ما ذكرت فقد رأينا أنه أعلنت الدولة مرة واحدة منذ الاستقلال في عهد قحطان الشعبي رحمه الله ثم تواتر الرؤساء من بعده بدولة ذات نظام وسيادة ، فأين أنتم من هؤلاء ومن الدولة ..