إحياء الذكرى الثالثة لرحيل الحبيب أبي بكر العدني بن علي المشهور: رمز الأخوة والتسامح

(أبين الآن) كتب | عبدالله صالح الجيلاني
في ذكرى مؤلمة تُحيي سماء العلم والدعوة، نستذكر معًا شخصية فريدة تركت بصمة عميقة في قلوب الملايين. كان الحبيب أبو بكر العدني بن علي المشهور، رحمه الله، مثالًا للجود والعطاء، حيث حقق إنجازات مميزة محليًا وعالميًا، مما جعله رمزًا للخير والكرامة.
لقد تميز الحبيب بدوره الفعّال في تعزيز الأخوة الإسلامية، حيث عمل بلا كلل لجمع صفوف المسلمين من مختلف القوميات والجنسيات، رافعًا راية التسامح والحب. أرسى العديد من المؤسسات العلمية والدعوية، منها أربطة التربية الإسلامية وجامعة الوسطية الشرعية، والتي ساهمت في توجيه الأجيال نحو دروب العلم والمعرفة.
عُرف بشجاعته في الدعوة، حيث كان يقود بحكمة ليأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، مستخدمًا خطابًا مقنعًا وبديعًا في نقاشاته. كانت له القدرة على فهم القضايا بشكل سريع وأسلوب واضح، مما جعله من أبرز الشخصيات في مجال فقه التحولات وأول من قعد له القواعد وفصل في التطبيقات .
إن الواجب اليوم على محبيه وطلابه هو استكمال مسيرته الطيبة، سواء في الإنجازات التي حققها أو تلك التي لا زالت على الطريق. يجب أن نبرز نجاحاته ونستنبط الدروس من صفاته الإيجابية، مع التركيز على الجوانب التي تحتاج إلى مزيد من العمل لتحقيق أهدافها.
نسأل الله العفو والرحمة للفقيد، وأن يجعل أعماله في ميزان حسناته، ويلهم الأجيال القادمة الاستمرار في نشر رسالته وتعزيز قيّمه النبيلة. في هذا السياق، نذكّر أنفسنا بقول الشاعر:
"فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم، إن التشبه بالكرام فلاح."
لقد ترك الحبيب خلفه مدرسة من العطاء والمحبّة، وبدوره الجديد من التأثير امتد بشكل غير محدود. إن الحديث عنه هو تعبير عن الوفاء وإعزاز للمبادئ السامية التي عاش لأجلها.
اللهم اجعل له رحمة واسعة، واغفر له، وارفع درجته، وبارك في خلفه. فلنجعل من أنفسنا قنوات لنقل هذه الرسالة ونقتدي بالصالحين. آمين. وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.