تشققت الخزانات… كما تشققت القلوب

بقلم: أ.د مهدي دبان 

باختصار شديد كنا نبحث عن وطن نشعر بكرامتنا تحت سقفه. لكننا – ويا للأسف – صرنا نبحث عن لقمة نسد بها جوع أطفالنا، ومرتب هزيل بالكاد يكفينا عناء السؤال وذل الحاجة، رغم تدني قيمته في ظل تهاوي العملة وغياب الأمل. صرنا نتمنى نسمة باردة في حرّ يسلخ الأرواح والأبدان، ونترقب الكهرباء كأنها وعد بعيد المنال، وننتظر شربة ماء حتى تشققت الخزانات من فرط الانتظار… كل ذلك يحدث بينما صمت القيادات مطبق، كأن شيئاً لا يحدث، وكأننا لسنا من هذا الوطن.

وفي زحمة المعاناة، طفا على السطح مصطلح جديد: "الدولة العميقة"، جاء ليرفع عن الواجهة الرسمية عبء المسؤولية، وكأن الظلم والتقصير والمآسي نتاج قوى غامضة لا يُعرف من يحركها. بهذه الذريعة يستمر العجز، وتتوارى الوجوه خلف الشعارات، ويبقى المواطن وحده من يدفع الثمن… ثمن وطنٍ بحث عنه طويلاً، ليجد نفسه غريباً فيه، يطارده الوجع من لقمة العيش حتى شربة الماء.