7 يوليو... وجع مستمر وذاكرة ما تموت
علّموا أولادكم، لا تخلّوهم ينسوا، إن في يوم 7/7، دُمِّرت دولة كانت عدن قلبها النابض وروحها. دولة واقفة بين الدول باقتصادها، بثقافتها، وبنظامها اللي كان يحمي الحقوق المدنية ويعلي قيمة الإنسان.
عدن ما كانت مجرد اسم في دفتر الجغرافيا، كانت حياة. كانت مدرسة، ومكتبة، وميناء يحاكي العالم.
لكن ذاك اليوم، سقطت الدولة، مش بس بيد الدبابات، بل بأيدٍ سرقت كل شيء، ولبّست الاحتلال ثوب "الوحدة".
جاءوا بدعوى الدمج، لكنهم هجّروا الناس قسرًا من بيوتهم، وقطعوا أرزاق مئات، بل آلاف ممن تم عزلهم قسرًا من وظائفهم، لأنهم بس آمنوا بجنوب مستقل، بدولة مدنية.
حرموا شعبًا بأكمله من أبسط حقوقه: من تعليم مستقر، من صحة آمنة، من صوت مسموع... حولوا الحلم إلى كابوس، والوحدة إلى لعنة تتكرر كل صباح.
واليوم، كل ألم نحسّه، كل دواء ناقص، كل راتب مقطوع، هو امتداد لتلك اللحظة اللي قررت فيها قوة السلاح إنها أقوى من حق الناس في وطنهم.
وإلى الجيل الجديد... جيل الوحدة الميتة،
احترموا أسر الشهداء اللي سقطوا بدبابات الاحتلال اليمني وهم عُزَّل. لا سلاح في يدهم.خلّوا ذكراهم نور، مش بس حزن، وخلّوا تضحياتهم عنوانًا لوعي جديد.
علّموا أولادكم إن عدن مش قصة ماضٍ، بل نداء مستقبل.
وإن الجنوب، مهما انهدم، بيقوم من جديد، لأن الظلم ساعة، والحق دهر.