إلى أساتذة الجامعة والمعلمين في التربية والتعليم تستحقون ما أنتم فيه وزيادة
من يهن يسهل الهوان عليه ما لجرح بميت إيلام
أيها المبجلون في صرح التعليم ما أنتم فيه من بؤس وفقر وجوع وإهانة وإذلال تستحقونه وزيادة، فلا تزعلوا مما سأسرده لكم من ضعف فيكم، فأنتم من يعول عليه المواطن لتغيير هذا البلد لو اختلت موازين العدل في الدولة، ولكنكم أظهرتم عجزًا واستكانة وضعفًا.
أنتم الشريحة المثقفة والمتعلمة ففيكم المعلمون والحقوقيون والأطباء والإعلاميون والحكماء والمهندسون، ولكنكم عجزتم في انتزاع حقوقكم فاستخف بكم الحكام فأعلنتم الطاعة المطلقة، وأفشلتم إضراباتكم بأنفسكم، وصنعتم المبررات الواهية كمصلحة الطلاب، وحالة الحرب في البلاد، وأنتم تعلمون إنما خوفكم كان من قياداتكم، أو لمصلحة مؤقتة لم تكونوا مع الركب، ففظلتم الجوع على غضب قياداتكم ولم تنضموا للركب، فتفرقتم وأنتم تعلمون إنما يستفرد الذئب بالقاصية من الغنم، فالتهم الهوامير حقوقكم، وبعد ذلك ذهبتم للبكاء على صفحات التواصل، ولن يفيدوكم هذا البكاء شيئًا.
باعتكم نقاباتكم، وصنعت المبررات بأنكم شذر مذر، ومنكم من اهتز أمام قياداتهم فتفرق الجمع، ففشلتم، وذهبت ريحكم.
لقد كان بإمانكم اقتلاع كل من يقف في طريقكم لنيل حقوقكم، فكان بالإمكان إسقاط الحكومات التي لا تلتفت لكم، وكان بإمكانكم اقتلاع قياداتكم التي تقف في طريق حقوقكم، ولكنكم ركنتم إلى العجز، وخفتم، ونهشت حقوقكم ضباع الساسة، فتستاهلون كل ما أنتم فيه، وأنا واحد منكم.
هل تعلمون أن الأميين وأنصاف المتعلمين، ومن لم يبلغوا الحلم بعد يتسلمون في الشهر ما تتسلمونه في عدة أشهر؟ وأنتم أفنيتم حياتكم في البحث والدراسة وتجميع الألقاب والمؤهلات، ولكنكم أصبحتم أضحوكة لكل ذي سن، ولكل أدرد، فناموا على ما أنتم فيه، فمن يهن يسهل الهوان عليه، وأنتم قد هنتم أنفسكم وأسركم، فأصبحتم في عداد سقط المتاع بالنسبة للساسة الذين جاءوا على ظهر رياح التغيير، فأهانوكم وأذلوكم، فهل تعلمون أننا دخلنا الثلث الأخير من شهر 7 ولم يتسلم المعلمون رواتبهم لشهر 6؟وهل تعلمون أن الأستاذ في الجامعة لا قيمة له، وبل أنه أصبح أضحوكة في دهاليز الرواتب، فراتبه لا يعادل قيمة ما يملأ بطنه لمدة أسبوع؟
مبارك لهذه الحكومة ولهذه الرئاسة هذا الكم الهائل من الأساتذة والمعلمين الذين ليس لهم من الأمر شيئًا، بل أن شعارهم: العمل مقابل الغذاء، فلقد أصبحنا في حقل التعليم نعيش العبودية الصريحة، فنحن نعمل بالسخرة، فهنيئًا لنا هذه المكانة التي نلناها.