الحرب التي عرت الجميع

الحرب ليست خيارا محبوبا لكنها احيانا تفرض لتكشف مالايقال وتظهر ماكان مستترا خلف الشعارات 
نعم لقد جاءت الحرب في اليمن كزلازال سياسي واجتماعي لم تترك مجالا للرماديين ولا لمن كانو يختبئون خلف عناوين براقه كمشاريع وطنيه او دعوات سلم وهم في الحقيقه يحملون أجندات متطرفه أو طائفيه او مناطقية معينه.

نعم في لحظات الأزمات الكبرى تنكشف الحقائق وتتعرى الشعارات وتتبدد أوهام طالما خدع بها الناس تحت لافتات الوطنية أو عباءات النضال أو شعارات الحرية والعدالة. واليمن ليست استثناء من هذه القاعدة بل كانت نموذجا صارخا لمجتمع يعيش زمناً طويلاً من التغاضي والتواطؤ والتنازلات المتراكمة حتى جاءت الحرب، ليس فقط لتفتح جبهات قتال بل لتفتح العيون أيضا.
الحرب في اليمن، رغم مرارتها وآلامها كانت فاضحة أكثر منها مدمرة. فقد كشفت للجميع من هو صاحب المشروع الحقيقي ومن هو صاحب الأجندة الخفية ومن ينتمي للوطن ومن يدين بالولاء للخارج، من يريد دولة مدنية حديثة ومن يريد مزرعة يتحكم بها باسم السلالة أو الحزب أو القبيلة.
قبل الحرب كانت كثير من الكيانات ترفض أي حوار جاد لحل الأزمة تماطل وتدعي المظلومية بينما كانت تعد عدتها للانقضاض. الحوثي مثال ساطع جاء الى صنعاء يدعي المظلوميه لكنه كان يحفر خندق الانقلاب في صعدة. آخرون من فصائل وجماعات متطرفة لم يكونوا يختلفون عنه كثيرا، فهم أيضا استخدموا أدوات الديمقراطية والحريه لهدم الدولة من الداخل.
جاءت الحرب نعم  الحرب التي أرادوها غطاء لتفتيت البلد فتحولت عليهم سيفا يعري مشاريعهم وظهرت حقيقة من كانوا يتغنون بالسيادة وهم يفتحون الأبواب للوصاية الإيرانية ومن كانوا يرفعون شعار التحرير وهم يعيدون الاستعمار بأدوات جديدة. الحرب أخرجت الجميع من مخابئهم وأسقطت الأقنعة.

صحيح ان الحرب مؤلمة ومكلفه ومليئه بالدموع والخراب لكنها خلقت أيضا وعيا جديدا لذلك أصبح المواطن أكثر فهما وأكثر إدراكا لحجم  التزييف الي كان يمارس عليه وأكثر شجاعه في قول الحقيقة
نعم الحرب كشفت كل شي ولم يعد هناك مكان للعودة إلى ماقبلها
وشكرا للحرب التي عرت الجميع شمالا وجنوبا.