عفراء حريري امرأة بألف رجل في زمن الخنوع
عفراء حريري اسم أشهر من نار على علم، وأنا هنا لا امدحها أو أطبل لها، فقد اصبحت رمز للنضال وأيقونه للدفاع عن حقوق المظلومين، نذرت نفسها لأجل غاية سامية، وهدف وطني، ناشطة حقوقية ومحامية لا تنحني للعواصف، امرأة بألف رجل في زمن طغى فيه الصمت على المبدأ، وساد فيه الخنوع والسقوط الأخلاقي، مواقفها الجريئة شهادة حية على أن الكلمة ما زالت تملك سلاحها، وأن الضمير لا يُشترى، تناصر كل قضية تؤمن بها، وقفت في ساحات التغيير تطالب بالحقوق، في حين صمت الرجال، حملت على عاتقها مشعل النور، ولسان حالها يقول أليس فيكم رجل رشيد، طالعت اغلب مقالاتها، فاذا بها ضمير حي يصدح بالحقيقة.
في واقعٍ أصبحت فيه الحقيقة مكلفة، والصمت عملة رائجة، تخرج عفراء عن صفوف التواطؤ، وتغرد خارج سرب الخوف، لا تخشى المواجهة، ولا تساوم على المبادئ، تحمل قضايا الناس وهمومهم على أكتافها، وتدافع عن المظلومين بصوتٍ لا يرتجف ولا ينكسر، حقاً لقد احرجتي الكثير من الرجال، اردت في عدن خدمة الكهرباء بشكل لا يطاق، فبادرت بتحمل عناء السفر إلى قيادة حلف قبائل حضرموت وتحديدأ إلى الريدة معقل الشيخ عمرو بن حبريش، مطالبة إياه بزيادة كميات النفط الخام لكهرباء عدن، والذي وعد( وهو شيخ حلف قبائل حضرموت- إذ لاتتغير وعود الشيوخ) بأن الكمية المحددة الان ستستمر، وهي خمس قاطرات كما أشار إلى ذلك نائبه بيده، وهذا الحال إلى أن تعالج قضايا إيرادات م/عدن، وبدوري كمواطن أضم صوتي إلى عفراء وبالتأكيد إلى أهالي عدن، لشكر الشيخ عمرو بن حبريش على ذلك. لم تتوأنا، ولم تقل لا علاقة لي بهذا، لكنها لبت نداء الوطن لأجل عدن وأهلها الطيبون، والمناطق المجاورة..
ليست مجرد محامية، بل ضمير حيّ يسير في قلب العتمة، وقنديل لا ينطفئ في زمن الظلام، جرأتها ليست استعراضاً، بل التزام أخلاقي وإنساني بقضية أوسع من الذات، وأسمى من المصلحة، إنها امرأة لم ترضَ أن تكون رقماً في صفوف الصامتين، بل اختارت أن تكون صدىً مدوياً للحق، ونداءً متجدداً للعدالة.
عفراء حريري عنوان لكل وطني حر وشريف، تحية لكِ أيتها النور، وبارقة الامل..
ودمتم سالمين