المواطن.. بين مطرقة الجوع وسندان الترف السياسي
في مشهد يعكس التناقض الصارخ بين واقع المواطن الجنوبي ومعيشة ممثليه، تتفاقم الأزمة الإنسانية في الجنوب وسط صمت المجلس الرئاسي اليمني وحكومة المناصفة اليمنية.
بينما يعاني ملايين الجنوبيين من الفقر المدقع وانعدام الأمن الغذائي، يُرصد نمط حياة مترف لمسؤولين وأسرهم في فنادق فاخرة، حيث تُقدّم أطباق فاخرة من المندي والكبسة وغيرها من صنوف الطعام، في مشهد يثير الاستفزاز الشعبي.
تعاني البلاد من إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، إذ تشير تقارير دولية إلى أن نسبة كبيرة من السكان باتت تعتمد على المساعدات الإنسانية. مع ذلك، يستمر الصراع السياسي، وتتبادل الأطراف المناصب دون نتائج ملموسة تعالج الواقع المعيشي. وبينما يُجبر البعض على البحث عن الطعام بين أكوام القمامة، تتنقل شخصيات نافذة بين عواصم المنطقة ضمن وفود رسمية مكلفة، ما يطرح تساؤلات جدّية حول أولويات هذه الحكومات.
إن غياب الخطاب الرسمي الذي يعكس معاناة المواطن، وعدم اتخاذ قرارات حقيقية لوقف النزيف الإنساني، يدفع إلى فقدان الثقة بالمؤسسات القائمة. فهل يُعقل أن تُبنى الشرعية السياسية فوق أوجاع الناس؟ وهل يتحمل الشعب مزيداً من الانتظار تحت وطأة الجوع والخذلان؟
إن ما يحدث اليوم ليس مجرد أزمة اقتصادية، بل انهيار أخلاقي لمبدأ المسؤولية تجاه الشعب، الذي لم يعد يطلب الكثير، سوى حقه في الحياة الكريمة.