موسم البلدة في المكلا… هبة من الله، وتقصير من الإنسان

(أبين الآن) كتب | عبدالله العمودي
في مدينة المكلا، حين تهب نسمات نجم البلدة الباردة، وتنكسر حرارة الصيف بين جنبات البحر، يشهد الناس موسماً استثنائياً من مواسم الطبيعة، يُعرف بـ “موسم نجم البلدة”، ذلك الموسم الذي يبرد فيه البحر والهواء، وتتهاوى فيه الأرواح نحو الشاطئ طلبًا للسكينة والانتعاش.
غير أن ما يُؤسَف له، أن هذا الموسم الجميل الذي وهبه الله لهذه المدينة وجعله الله رحمة ومتنفسًا للناس، يتحوّل كل عام إلى موسم حزن وفقدٍ ودموع، بفعل تكرار حالات الغرق على امتداد الساحل، في ظل ضعف امكانية فرق الإنقاذ، وانعدام أبسط وسائل السلامة البحرية، وكأن الأرواح لا تستحق أن تُحمى، ولا الأنفس يُخشى عليها!
ليس ذلك فحسب، بل إن هذا الحدث السنوي الذي كان يمكن أن يكون مهرجانًا سياحيًا، ومناسبة ترفيهية، وفرصة اقتصادية، يمرّ كل عام دون تخطيط، دون تنظيم، دون لمسة ترتقي به إلى مصافّ المناسبات التي تُباهي بها المدن حضارتها ووعيها.
لقد آن الأوان أن تنهض الجهات المختصة بمسؤولياتها الأخلاقية قبل الإدارية، وأن تُدرك أن الترفيه لا يتعارض مع القيم، وأن تأمين الأرواح أولى من أي اعتبار.
فهل نرى موسم البلدة القادم موسمًا آمنًا، منظمًا، حيًّا بفعالياته، ومؤنسًا لأهل المكلا وزوارها؟
أم نظل نردد “يا ليت” بعد كل حادث غرق، ونتأسف بعد أن يفوت الأوان؟