هبوط بلا تفسير... ما السبب؟
بقلم: _نبيل الحريري_
الناس يتساءلون، والقلق مشروع. كيف تراجعت أسعار الصرف بهذا الشكل المفاجئ؟ لا وديعة أُعلنت، لا نفط صُدّر، ولا إجراء اقتصادي واضح استُجد. كل شيء بدا وكأنه حدث من تلقاء نفسه، بلا سبب ظاهر. وهذا ما زاد من حيرة الناس، بل من خوفهم من انتكاسة محتملة.
لكن الحقيقة، كما لا تُقال في المؤتمرات الصحفية، تُهمس في أروقة الواقع. هناك طرف خارجي نافذ، كان لسنوات يقف خلف الانهيار، يعبث بالسوق، ويغذي الفوضى. وكان له في الداخل أيادٍ تساعده، مؤسسات عاجزة أو متواطئة، بنوك وشركات صرافة وتجار كبار، كلهم يرقصون على إيقاع الانهيار.
ثم حدث ما لم يكن في الحسبان: تدخلت إرادة أكبر، أقوى، وأشد حزمًا. هذه الإرادة الخارجية شلّت الطرف الذي كان يعبث، وفرضت واقعًا جديدًا. لم يعد بإمكان أحد أن يلتف أو يراوغ. كل إجراء يصدر عن البنك المركزي يُنفذ، وكل من يحاول العرقلة يُردع.
ما يحدث الآن ليس لعبة صرافين، بل تحوّل حقيقي، مدفوع بإرادة سياسية واقتصادية صارمة. إجراءات جديدة تُفرض:
- حصر استيراد المشتقات النفطية عبر تاجر واحد
- منع استيراد الكماليات
- ضبط حركة العملة الأجنبية
كلها خطوات تهدف إلى كبح الطلب على العملات الأجنبية، وإعادة التوازن.
سعر الصرف لن يعود إلى فوضاه السابقة، بل سينخفض قليلًا إضافة إلى انخفاضه السابق، ثم يستقر. هذه ليست أمنية، بل معلومة مؤكدة، كما يقول من يعرفون ما وراء الكواليس.
في النهاية، الاقتصاد لا يتحرك دائمًا بالأرقام، بل أحيانًا بالإرادة.
والإرادة هذه المرة، جاءت من حيث لا يتوقع أحد... وقالت للفوضى: *قف.*