قصة حياة الشهيد قاسم شمباء.. البداية التاريخية والنهاية البطولية
ولد الشهيد قاسم صالح شمباء المحوري في عام 1947م منطقة ردوم محافظة أبين، التحق بالسلك العسكري مبكراً عام 1963م
ترقى في عام 1973م إلى ملازم ثاني وعين مباشرة نائب الشرطة العسكرية في الفتح حتى عام 1978م قبل أن تتم إحالته إلى الحياة المدنية في بداية الثمانينات مع مجموعة من الضباط في مدارس البدو الرحل.
ومع بداية الوحدة اليمنية تمت إعادته إلى القوات المسلحة برتبة عقيد وتم تعيينه نائب لمدير مدارس البدو الرحل في منطقة خبر المراقشة حتى عام 2001م تم إحالته إلى التقاعد برتبة عميد براتب زهيد لا يكفي متطلبات الحياة وهو رجل سخي اليد كريم العطاء في مساعدة المحتاجين.
وعند انطلاق ثورة المتقاعدين العسكريين عام 2007م كان من أبرز القادة الذي انخرطوا فيها مشاركاً ومساهماً في جميع الفعاليات والمناسبات.
ومع اشتعال ثورة 2011م كانت محافظة أبين اكبر المتضررين بعد هروب الجيش والأمن وسقوط المحافظة بإيدي عناصر تنظيم القاعدة وقتها تداعت القبائل للدفاع عن أبين، كان العميد قاسم صالح شمباء من الشخصيات القبلية البارزة الذي لبوا النداء مع مجموعة من أبناء قبيلته في محاربة فلول الإرهاب.
شارك الشهيد قاسم شمباء بإخلاص وتفاني للدفاع عن أبين حاملاً على عاتقه مسؤولية كبيرة لتطهير المحافظة من هذا الآفة الخطيرة مع قيادة اللجان الشعبية.
ومع تحرير محافظة أبين عين قائد اللجان الشعبية في مديرية الوضيع وهي قوات تم تشكيلها من أبناء القبائل في محافظة أبين لحفظ الحقوق وصون الممتلكات بعد هروب القوات النظامية.
أحكمت اللجان الشعبية سيطرتها الكاملة على محافظة أبين بقيادة الشهيد العميد/عبداللطيف السيد كانت تأتي حوافز مالية زهيدة بشكل فصلي لا تلبي احتياجات أفراد اللجان ولكن صمدوا من أجل المحافظة على محافظة أبين دون النظر إلى الأموال.
ومع إندلاع الحرب عام 2015م سقطت المحافظة مجدداً بيد عصابات الإرهاب مما جعل الشهيد عبداللطيف السيد يذهب إلى بعض القبائل من أجل المكوث عندهم لحمايته ولكنها رفضت أغلب القبائل ذلك.
بعدها لم يجد مكان عبداللطيف السيد غير دار وقرية العميد قاسم شمباء، حيث تم استقباله من قبل أهل وأبناء قرية الشهيد قاسم شمباء عام كامل عاش هو وأسرته وإخوانه بينهم وكأنه منهم.
تم استدعاء عبداللطيف السيد إلى عدن من أجل تشكيل قوات الحزام الأمني لتحرير أبين من تنظيم القاعدة ولكن العبور إلى عدن يتطلب المرور من زنجبار أبين وهي في قبضه عناصر الإرهاب مما جعلهم يذهبون عبر أحد قوارب الصيد من سواحل خبر المراقشة إلى عدن.
تشكلت قوات الحزام الأمني وتم تحرير أبين من عناصر تنظيم القاعدة وعين الشهيد قاسم صالح شمباء قائد نقطة امريده جنوب مديرية الوضيع.
كان الشهيد البطل قاسم صالح كريم العطاء صادق الكلمة عطوفاً رحيماً يعطي الفقراء يساعد المحتاجين يخدم المرضى يصلح بين الناس يبذل قصارى جهده من أجل مصالح المواطنيين.
من أصدقاء الشهيد قاسم شمباء في حياته العسكرية من أبناء قبيلته الشهيد علي صالح مشاقم ولهم العديد من القصص والروايات فيما بينهم.
أستشهد في السابع من أغسطس لعام 2016م بعملية إغتيال غادره في منطقة امعين مديرية لودر بعد حياة حافلة بالنضال والتضحية وخدمة المجتمع.
نسأل الله أن يرحمه ويغفر له ويسكنه فسيح جناته.