حين يحتفل الفاسدون فوق جثث الجياع ؟
أولا هذا العنوان تم اقتباسه من موضوع للأستاذ عادل الشجاع ، وفعلاً أصبح الفاسدون يحتفلون ويرقصون فوق جثث الجياع في هذه البلاد التي أصبحت لا حاكم ولا محكوم فيها طالما هم يحتفلون بزواج أولادهم وبناتهم في ارقى فنادق العالم كمثل امراء الخليج مئات الآلاف من الدولارات تصرف في ليلة واحدة ، بينما المواطن يبحث عن دقيق فاسد أو دواء منتهي الصلاحية ليبقى اطفاله على قيد الحياة ..!
هذا ليس مشهدا عابرا انه تجسيد صارخ لانفصال تام عن الشعب ، وعن ابسط معاني المسؤولية هؤلاء الذين يتباكون في المؤتمرات باسم استعادة الدولة " يعيشون حياتهم الخاصة وكانهم في سويسرا ، لا في ظل بلد مدمر يعيش واحدة من اسوأ الكوارث الانسانية في العصر الحديث .
الشرعية التي فرضت على اليمنيين بعد انقلاب الحوثي ، لم تعد تمثل الا طبقة طفيلية تعيش على اكتاف المأساة من فنادق الرياض وأبو ظبي الى شقق اسطنبول والقاهرة ، يتحرك المسؤولون بين الاستقبالات والاحتفالات ، ويوزعون المناصب والغنائم على ذوي القربى ، وكانهم في غنيمة لا وطن ..!
حفلات الزواج هذه ليست مجرد بذخ انها اعلان وقح ان الحرب أصبحت تجارة مربحة ، صدقت يا أستاذ عادل الشجاع ، وما يؤلم أكثر ان هذه القيادات لم تكتف بالفشل في ادارة المعركة ، بل حولت دماء الشهداء ومعاناة النازحين الى جواز مرور لمزيد من الامتيازات والرفاهية .
من يدفع ثمن هذا الانفصال الأخلاقي والسياسي ؟ انه المواطن البسيط الذي صدق ان الشرعية جاءت لتحميه ، لا لتتاجر به .
ما يجري ليس انحرافا بسيطا او فسادا اداريا عاديا ، بل جريمة سياسية مكتملة الاركان ، انها خيانة موثقة في كل صورة زفاف منشورة ، وفي كل طبق طعام يقدم على انغام العود في الوقت الذي تلتهم المجاعة أحشاء اطفال في الحديدة وغيرها من المدن اليمنية .
الشعب اليمني لا يحتاج إلى بعد اليوم الى شعارات جديدة ، ولا الى خطابات فارغة ما يحتاجه هو تطهير شامل لكل الفاسدين الذين تاجروا بالوطن ، وحولوا قضيته الى مناسبة اجتماعية للمباهاة والسرقة . .!!