دموع ليست بريئة – الجزء الخامس"

بقلم: صفاء المليح 

مرت أيام قليلة بعد المواجهة، لكن القرية لم تعد كما كانت.
ليان تواصل حياتها وكأن شيئًا لم يكن، بينما ريم وسمر وحنان يزداد خوفهن يومًا بعد يوم. لم تعد تلك الأسرار تخص ليان وحدها، بل بدت وكأنها خيوط شبكة أكبر مما يمكنهن فهمه.

وفي مساءٍ غريب، طرق باب بيت ريم شخص مجهول.
كان رجلًا في الأربعينيات من عمره، ملامحه حادة، عيناه لا تعرفان المزاح.
قال بصوت منخفض:
– "أنتِ ريم؟"
أجابت بتردد:
– "أيوه… مين حضرتك؟"
أخرج من جيبه ورقة مطوية، وناولها لها:
– "أخبري صديقاتك… توقفن عن البحث. الليان مش لعبة، واللي يحاول يعرف أكثر… يدفع الثمن."

قبل أن تسأله شيئًا، استدار وغادر بخطوات سريعة كأنه يعرف أن أحدًا لن يجرؤ على اللحاق به.

فتحت ريم الورقة بيد مرتجفة، لتجد فيها عبارة قصيرة:
"لقد حذرتكن من البداية… المرة القادمة لن أكتفي بالكلام."

اجتمعت الفتيات الثلاث فورًا، وأخبرتهن ريم بما حصل. بدا الخوف واضحًا في عيونهن، لكن فضولهن أقوى من تهديدات أي رجل غريب.

قالت سمر:
– "مين يكون هذا؟ وليش يحمي ليان؟"
أجابت حنان:
– "يمكن هو الشخص اللي يرسل لها الرسائل… أو أسوأ من كذا."

وبينما هن في دوامة التفكير… ظهرت ليان فجأة عند باب البيت، وكأنها كانت تستمع لكل كلمة.
ابتسمت ابتسامة باردة وقالت:
– "قلت لكم… اللعبة أكبر منكم. والآن… أنتن جزء منها."

ثم استدارت وغادرت، تاركة وراءها صمتًا ثقيلًا ورعبًا يزداد.

الرسالة:
بعض الأبواب إذا فُتحت… لا يمكن إغلاقها أبدًا، وكل من يقترب منها يصبح جزءًا من سرٍّ أكبر منه.

✍️ بقلم: صفاء المليح