حضرموت والوضع المقلق

في الأيام الماضية شهدت حضرموت الساحل والداخل احتجاجات شعبية اساسها واهدافها مطلبية لتتفيد خدمات ترتبط بحياة الشعب الحضرمي ومعيشتهم  الذي تدهورت منذ سنوات ..

 ازداد التدهور خلال العام الماضي و هذا العام وأصبحت الحياة صعبة للغاية مع انخفاض قيمة العملة الوطنية امام العملات الصعبة وانخفاض رواتب الموظفين وهجرة راس المال المحلي إلى دول الجوار وغيرها من الدول المستقرة التي تسمح بالاستثمارات الاجنبية ، وتشجع قوانينها هذه الدول على جذب راس المال الاجنبي ..

في الأسبوع الماضي شهدت البلاد تحسنا ملحوظا في العملة الوطنية مقابل العملات الصعبة بعد اجراءات البنك المركزي وتوجيهات رئيس الحكومة سالم بن بريك لتعزيز العملة وكبح جماح كل من يتلاعب بالاسعار في البلاد عامة ، وحضرموت من دون شك محافظة  لها دور مفصلي ومهم ، لذلك علينا  أن ندعم رئيس الحكومة ..

الاحتحاجات  وغضب الشباب الحضرمي على تردي الأوضاع  كان عامل ضغط شجع الحكومة  على الاسراع في الإصلاحات التي تشهدها البلد ،والذي نتج عنها قرارات حكومة بن بريك لامتصاص الغضب الشعبي وتنفيذ اهم مطلب من مطالب ثورة الشباب ..

كنا نراقب مايحدث في كل المدن الحضرمية ونتطلع ان الدولة تراقب وتتابع وتسعى  لتنفيذ ما يرفعه هؤلاء الشباب من حقوق أصيلة وواجبة على  دولة تحكمهم ، وتحالف عربي ودولي شريك في تحمل ملف البلد ومشكلاته ..

نحن ضد استخدام القوة العسكرية لقمع ثورة المحتجين كما حصل في مدينة تريم العلم والعلماء من تدخل عسكري أدى الى قتل شاب  من قبل عساكر المنطقة العسكرية الاولى وفضهم اعتصاما سلميا بالقوة المفرطة  ؛ مما زاد من حالة  الاحتقان  الشعبي في  كل ربوع حضرموت ..

أفراد تلك المنطقة العسكرية لاينتمون لحضرموت  بصلة ، وينظر اليهم الحضارم كقوات احتلال  جاثمة في مناطق الوادي عنوة ، وكل المطالب الشعبية ترفع شعار مغادرة هذا القوات وادي حضرموت والعودة إلى بلادهم لمواجهة الحوثي وتحريرها منهم ..

 منذ يومين والوضع في الساحل لايطمن أحدا خاصة  بعد الترويج بوجود قوات الدعم والسيطرة وظهور ابو علي الحضرمي ، وازدياد المنشورات للصحفيين المنتمين ، مع مكون معين كلها تصب غضبها  على حلف حضرموت ، كأننا نشهد أوضاع قد تنذر بمواجهة مسلحة بين الحضارم ، ونحن وكل انسان واعي حضرمي حريص على حضرموت  لايريد مثل هذخ المنشورات االتحريضية  ، مهما بلغت درجة الخلاف في وجهات النظر ؛ لانه كما اعتقد  لو اندلعت مواجهة حضرمية حضرمية فان هناك من دون شك قد تحدث تدخلا قويا من خارج حضرموت ومن الصعب السيطرة على الأوضاع حينها و المنتصر سيكون خاسرا وهذا أمر بديهي ..

على الاخرين عدم فرض مشروعهم على الحضارم بالقوة ،لكن بالحوار الحضاري قد نصل إلى قواسم مشتركة ، ومن حق شعب حضرموت  ان يختار ما يناسب وضع حضرموت ، والتحالف العربي يتحمل مسؤولية تجاوز اي مكون او قوة ومنع حدوث أي مواجهة لاسمح الله ، لان التحالف هو الضامن الحالي للوضع  المستفي في حضرموت ومعه الرباعية ..

الحضارم أهل آمن وسلم ولكنهم يرفضون التهديدات مهما كانت  مصدرها ، حضرموت أمانه في اعناق اهلها جميعا ، وعلينا الحفاظ على أمنها وسلامتها وثرواتها ، ونيل حقوقها وتنفيذ مطالبها ممن سلبها منهم ، ولا يخيفنا جبروتهم ولا بطشهم .