100 دولة ترفض مسودة معاهدة البلاستيك: “غير طموحة” و”استسلام” للصناعة

100 دولة ترفض مسودة معاهدة البلاستيك: “غير طموحة” و”استسلام” للصناعة

(أبين الآن) متابعات خاصة

المشاركون في الحملة الدول على التوقف عن الاختباء وراء التوافق مع دخول محادثات معاهدة البلاستيك مرحبة الحسم

تواجه المفاوضات الجارية في جنيف لصياغة أول معاهدة ملزمة قانونًا في العالم لمكافحة التلوث البلاستيكي خطر الانتهاء دون التوصل إلى اتفاق، وسط انقسامات حادة بين الدول المشاركة، مع دخول المحادثات ساعاتها الأخيرة يوم الخميس، ورفض عدد كبير من الوفود النص المقترح الذي تم طرحه قبل يوم واحد فقط من انتهاء المدة المقررة.

وقالت تقارير إن نحو 100 دولة، من بينها أستراليا وكندا والمكسيك والعديد من دول أفريقيا والمحيط الهادئ، بالإضافة إلى كولومبيا والاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة، رفضت مسودة المعاهدة ووصفتها بأنها “غير طموحة” و”غير كافية”.

وأشارت هذه الدول إلى أن النص لم يتضمن أي حدود ملزمة لإنتاج البلاستيك، ولم يعالج المواد الكيميائية السامة المستخدمة في صناعته، ولا الإطار الشامل لدورة حياته من الإنتاج وحتى التخلص من النفايات.

وأكدت هذه الدول أن غياب القيود على الإنتاج يعني أن المعاهدة ستفشل في معالجة المشكلة من جذورها، مشددة على أن المطلوب هو تقليص إنتاج البلاستيك والحد من استخدام المواد الضارة، وليس الاكتفاء بإجراءات لاحقة مثل إعادة التدوير أو تحسين التصميم.

اجتماعات الدول بشأن قواعد معاهدة عالمية للبلاستيك

اجتماعات الدول بشأن قواعد معاهدة عالمية للبلاستيك

المعارضة لوضع سقف للإنتاج

في المقابل، تتزعم دول منتجة للنفط والبلاستيك، من بينها السعودية وروسيا وإيران، وتُعرف باسم “المجموعة ذات التفكير المماثل”، المعارضة لوضع سقف للإنتاج، مدعومةً من بعض الصناعات الكيميائية. وتفضل هذه الدول التركيز على إدارة النفايات وتحسين عمليات إعادة التدوير وإعادة الاستخدام، بدلًا من فرض قيود على الإنتاج. وتشير تقارير إلى أن الولايات المتحدة تقدم دعمًا ضمنيًا لهذا التوجه.

المسودة الأخيرة التي قدّمها رئيس اللجنة، لويس فاياس فالديفييسو، تضمنت إشارة وحيدة إلى “أهمية إنتاج واستهلاك البلاستيك المستدامين” في مقدمتها، بعد أن حُذفت من النصوص السابقة المواد المتعلقة بوضع سقف للإنتاج، والإجراءات الخاصة بالمواد الكيميائية، والإشارة إلى “دورة الحياة الكاملة” للبلاستيك.

وأثار هذا التغيير موجة انتقادات واسعة؛ إذ وصف ممثلو كينيا النص بأنه لا يحمل أي قيمة للدول الساعية إلى الحد من التلوث، بينما قالت المكسيك إنه يمثل “أزمة في التعددية”، واعتبرته بنما “مثيرًا للاشمئزاز” ودعت إلى إعادة صياغته بالكامل.

عمل فني أمام مقر مفاوضات التلوث البلاستيكي

تجاوز “الخطوط الحمراء”

وخلال جلسة الأربعاء، أعرب المندوب الكولومبي سيباستيان رودريغيز عن رفض بلاده القاطع للنص، واصفًا إياه بأنه “غير مقبول على الإطلاق”، فيما قال خوليو كوردانو، رئيس وفد تشيلي، إن المسودة الحالية مليئة بالثغرات ولا تعكس حجم الأزمة. أما ممثل بنما، خوان كارلوس مونتيري جوميز، فاتهم النص بتجاوز “الخطوط الحمراء” التي وضعتها بلاده، وقال إن أمام المفاوضين “30 ساعة فقط” لإيجاد حل حقيقي لإنهاء التلوث البلاستيكي، وليس مجرد تسوية سياسية.

الانتقادات لم تأتِ من الدول فقط؛ إذ وصفت منظمة السلام الأخضر النص الجديد بأنه “هدية لصناعة البتروكيماويات وخيانة للإنسانية”. وقال غراهام فوربس، رئيس وفد المنظمة، إن النص يتجاهل السبب الجذري للأزمة وهو التوسع المستمر في إنتاج البلاستيك، ويعتمد على “وهم” إمكانية حل الأزمة عبر إعادة التدوير وحدها.

وتحذر منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية من أن إنتاج البلاستيك قد يتضاعف ثلاث مرات بحلول عام 2060 إذا لم يتم التدخل، ما سيؤدي إلى اختناق أكبر للمحيطات، والإضرار بالصحة العامة، وتفاقم أزمة تغير المناخ.

التلوث البلاستيكي

الإبقاء على قضية الإنتاج ضمن بنود المعاهدة النهائية

من جانبه، شدد أندرياس بيلاند إريكسن، وزير المناخ والبيئة النرويجي والرئيس المشارك لتحالف الطموحات العالية، على أهمية الإبقاء على قضية الإنتاج ضمن بنود المعاهدة النهائية، مؤكدًا أن التفويض الذي انطلقت منه المفاوضات نص بوضوح على ضرورة تحقيق “الإنتاج والاستهلاك المستدامين”.

وفي الوقت نفسه، دعا عدد من المفاوضين إلى تقديم تنازلات من جميع الأطراف للتوصل إلى “حزمة متوازنة” ترضي الجميع، مع إمكانية إعادة مناقشة بعض البنود الخاصة بالإنتاج والمواد الكيميائية إذا لزم الأمر.

وتشهد جنيف حضور أكثر من ألف مندوب للمشاركة في الجولة السادسة من المحادثات، بعد أن فشلت الجولة السابقة التي عُقدت في كوريا الجنوبية العام الماضي في تحقيق أي اختراق. ويخشى كثيرون أن ينتهي المسار التفاوضي الذي استمر ثلاث سنوات تقريبًا دون اتفاق، ما سيؤجل أي التزامات دولية ملزمة لمواجهة التلوث البلاستيكي لسنوات أخرى.