قبل أن يموتوا بصمت أنقذوا العسكريين من الجوع
بعد تواصلي بالأستاذ علي منصور مقراط حول قضية رواتب العسكريين التي لا يزال يحمل همّها في قلبه وقلمه أوضح لي أنه وجد نفسه أمام مسؤولية أخلاقية وإنسانية لا يمكن تجاهلها فالكلمة أمانة والسكوت في زمن الجوع خيانة
وبعد توضيح من الأستاذ مقراط عبر وسائل التواصل الاجتماعي وجّه نداءً عاجلًا إلى أصحاب القرار وفي مقدمتهم محافظ البنك المركزي الأستاذ أحمد غالب المعبقي ووزير المالية الأستاذ سالم صالح بن بريك وفخامة الرئيس الدكتور رشاد العليمي بصرف رواتب العسكريين في الجيش والأمن لشهر يونيو على الأقل
لم يعد في الأمر متسعٌ للمجاملات أو التبريرات العسكريون في الجيش والأمن اليمني يواجهون الموت البطيء لا في ساحات المعارك، بل في بيوتهم بين أطفالهم بسبب انقطاع الرواتب لأشهرٍ متتالية الجوع لا ينتظر والدواء لا يُؤجَّل والكرامة لا تُشترى بالوعود
وأوضح مقراط أن ثلاثة أشهر مضت بلا راتب والنتيجة ضباطٌ كبار ماتوا بصمت جنود يتساقطون واحدًا تلو الآخر وأُسرٌ تتفكك تحت وطأة الحاجة هل يُعقل أن من حموا الوطن يُتركون اليوم بلا قوت هل يُعقل أن من ارتدوا البزة العسكرية بشرف يُذلّون في طوابير الديون والمرض
واختتم مقراط قائلًا نحن لا نطلب امتيازات ولا نناشد بالعطايا نحن نطالب بحقٍّ أصيل راتبٍ شهريٍّ هو الحد الأدنى من الوفاء لمن قدّموا أرواحهم فداءً لهذا الوطن الراتب ليس رفاهية بل هو حياة هو دواء لطفل هو وجبة لأسرة هو كرامة لجندي
معالي محافظ البنك المركزي الأستاذ أحمد غالب المعبقي لقد كنتم دائمًا الأقرب لفهم هذه المعاناة ونعلم أنكم تدركون حجم الكارثة التي تلوح في الأفق نناشدكم اليوم قبل أن يفوت الأوان بصرف رواتب العسكريين ولو لشهرٍ واحد ولو من الاحتياطي ولو كخطوةٍ إسعافيةٍ لإنقاذ ما تبقّى من الأرواح والكرامة
الوطن لا يُحمى بالشعارات بل بمن يقفون في وجه الخطر ومن يقفون اليوم في وجه الجوع لا تتركوهم يموتون بصمت لا تجعلوا الجوع ينتصر على من واجهوا الرصاص
وختامًا أكد الأستاذ مقراط إن لم تُصرف الرواتب فإننا نخشى أن يفقد النظام العسكري تماسكه وأن يتحوّل الصبر إلى غضب واليأس إلى فوضى الجوع كافر ومن يكتوي بناره لا يملك رفاهية الانتظار