من يحكمنا؟!

في زمن تتكاثر فيه الأزمات، لا تبدو المشكلة في غياب الحلول بل في غياب من يريد الحل أصلاً.
كل يوم نسمع عن مبادرات، مؤتمرات، بيانات، لجان وكلها تدور حول الوطن لكن دون أن تقترب منه
أما من يدعون القيادة فهم يتنقلون بين الفنادق والمطارات وكأن الوطن مجرد عنوان في جواز سفرهم.
فمن يحكمنا فعليا؟ من يقرر مصير هذا الشعب؟ الحوثي بسلاحه؟ الشرعية بصمتها؟ التحالف بحساباته؟ أم الجوع وحده هو السيد الحقيقي؟

في كل مرة أفتح فيها نافذة الأخبار أشعر وكأنني أنظر من شباك منزل مهدوم، تطل منه الأحلام المكسورة وتصرخ فيه الأرواح المنهكة. اليمن ليس مجرد اسم على خارطة بل جرح مفتوح في صدر كل من يحب الحياة ويخاف على الإنسان.

نحن لا نعيش يا هذا نحن ننجو.  
ننجو من الجوع، من الخوف، من الظلام، من الحرب، من الغلاء، من الكراهية التي زرعوها بين أبناء الوطن الواحد. أصبحنا نعد أيامنا ليس بالأمل بل بعدد القذائف التي لم تصل، بعدد الأيام التي مرت دون فقد، دون نكبة جديدة.

كيف وصلنا إلى هنا؟  
إلى أن يصبح المعلم بلا راتب والطبيب بلا أدوات والجندي بلا هدف والشاب بلا حلم والأم بلا دواء لطفلها؟ كيف تحول الوطن من حضن دافئ إلى زنزانة مفتوحة على مصير مجهول؟
الوجوه تعبت والأصوات خفتت، حتى الدموع جفت من عيون الأمهات اللواتي تعبن من وداع الأبناء. مرة للجبهة ومرة للغربة ومرة للمقابر.

يا قلوبا لا تزال تنبض باليمن، هل سألنا أنفسنا يوما: ماذا يعني أن تولد في وطن منهوب؟ أن تكبر وأنت ترى علم بلدك يرفع في المؤتمرات لا حبا بل لأجل حسابات سياسية ومصالح ضيقة؟

يا الله امنح هذا الشعب المتعب فرصه واحده فقط
نعم فرصه واحده فقط 
لكي ينهض من تحت الركام ويمشي الى الحياه كما يليق به .